الخميس، مايو 01، 2014

رسالة إلى مثقف!



    اليمين المتطرف أحرز فوزا نسبيا في فرنسا وهنغاريا، وهو تيار له كيانه الحزبي المعترف به، في أوروبا، رغم أن هذا التيار يتبنى أفكارا تنتمي لعصور الظلام! 

   رغم ذلك، برز موقف لافت لزعيم حزب اليمين المتطرّف في "هنغاريا"، جوبيك غابور، والّذي قام برحلة إلى تركيا زائراً خلالها بعض الجامعات، حيث أوضح أنه لم يأت إلى البلاد من أجل إقامة علاقات دبلوماسيّة واقتصاديّة، ولكن من أجل مقابلة الأخوة والأخوات في تركيا، مشيراً إلى أنّ حزبه ليس لديه أيّ علاقة مع الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة في أوروبّا والمناهضة للإسلام.

    والبارز في موقفه، قوله إنّ الإسلام هو الأمل الأخير للإنسانيّة في ظلمات العولمة واللّيبراليّة، مؤكّداً أنّ حياته الشخصيّة متأثّرة بالإسلام والمسلمين!!!

   نطلب منك أيها المثقف الحداثي العربي (أخاطب بعض المثقفين فقط) أن تكون مثقفا أوروبيا حداثيا داعية للديمقراطية، ومن حقك أن تختلف مع الإخوان، أما أن تنقل معركتك مع الاستبداد، إلى معركة معهم، فهذا مبدأ استبدادي طغياني، ربأ الأوروبيون بأنفسهم عنه، وآمنوا أن الديمقراطية لا تأتي إلا بخير! أعجب العجب أن تتحول تدريجيا من مناهضة الاستبداد، إلى الانشغال بضحايا الاستبداد، مجاراة لتوجهات رأسمالية ليبرالية غربية رأت في الديمقراطية العربية خطرا على الطغيان الرأسمالي الذي يلبس لبوس التقانة والحداثة بينما حقيقته لم تغادر همجية الاستعمار إلا بالأساليب فقط .. 

     هؤلاء يناهضون الحرية في عالمنا ويدشنون حربا ضدها عن طريق وكلائهم كمرحلة أولى، في ظل انسياق مثير للضحك من جمهرة مثقفين يرون أنفسهم ديمقراطيين جدا وهم يدعون الناس صباح مساء إلى تغيير جلودهم وتبديل أحشائهم ليكونوا بلون واحد هو اللون الغربي! .. 

     يا عزيزي، أوروبا الاستعمارية وعمقها الأمريكي يرهبها حتى مجرد أن تتخيل أن نمتلك قرارنا، تحت راية الإخوان أو تحت راية الشيطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))