الأربعاء، مايو 28، 2014

رسائل الحب!



كان هناك
ولم يكن ثمة أصدقاء
وكانت أمه تتكور
على الجدار الطيني القاتم
قريبا من الباب الموارب
كأثر ألغزته التكهنات
وهي تتمتم بأذكار المطر
الذي يأتي قيامة فضية
ناشرا ملء السماء
روح أبيه الراحل
يحدثه بفم الغيث
بلهجة غير مملة
تتنوع ثرية وحافلة
بمناخات الهطول الباذخ
ساردة فيض حمولته
من الحكايات الغامضة
عن الأمكنة البعيدة!

كم كان يلذ له الإنصات
وهو غارق في حجر أمه
يصغي يصغي يصغي
حتى بعد أن يخطف الكرى
مقلتيه الذابلتين!

(هو ...
هو عندالله تعالى)
كانت أمه تقول،
وما يلبث محياها
أن يتلبد بغمامة كامدة
من الألم الدامي
قبل أن تجهش باكية!

وكان يقول لها:
(أماه ! أماه !
لا تبك !
هو عندالله !
هو عندالله تعالى !)

بدأت شآبيب المطر
تنشر في كل مرة
تمر فيها عليه
عبقا مميزا ذكيا
لرداء أمه الأحمر
المشبع بعبير الآس
بعد أن فاضت روحها:
(هي عندالله !
هي عندالله تعالى !)

همس في أذن جاره
ذات جناز حزين
(هو عندالله
هو عندالله تعالى !)

( لا تحزنوا يا أصدقاء
هم عندالله !
هم عندالله تعالى !)
اعتاد أن يقول لهم باطمئنان.

لا يخامره - الآن - ريب
بأن المطر حين يأتي
ينشر ملء الأجواء
المسك والموسيقا
ورسائل الحب المفعمة
بآيات الخلود!

وكلما هبت تباشيره
يفيض محياه سعدا
وتخطفه مع بنيه
و زوجه السريالية
شحنة طرب قوية:


(نحن عندالله
نحن عندالله تعالى

نحن عندالله
نحن عندالله تعالى


نحن عندالله
نحن عندالله تعالى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))