السبت، ديسمبر 27، 2014

الداروينية في الوثائقيات العربية!



   الداروينية تراجعت كثيراً على المستوى الأكاديمي في منشئها الغربي لكنها لا زالت حاضرة بقوة على مستويات آخرى؛ مثل المستوى الإعلامي عبر الأفلام العلمية الوثائقية ومثل المستوى اللغوي عبر شيوع اللغة الداروينية خاصة مصطلح "التطور"

   لكن الغريب أن تبرز الداروينية على نحو صارخ في الإعلام العربي! دون أدنى مراعاة للخصوصيات الثقافية .. الأسبوع الماضي بثت قناة "ناشيونال جيوجرافيك أبوظبي" فيلماً بعنوان "الكون : رحلة في أعماق الوقت والإنسان" وكانت الساعة الأولى منه مليئة بالحقائق الفلكية المدهشة الناطقة بالآيات الدالة على وجود الخالق وعظمته .. لكن الساعة الثانية كانت كأنها موجهة عمداً لنفي ما قد يخرج به المتابع من انطباع بعد متابعته للساعة الأولى! إذ كان موضوعها هو "التطور" .. تابعت الفيلم بدقة؛ وقد خلص إلى فكرة مضحكة تفسر التطور المزعوم، هي "التطور ناتج عن حدوث أخطاء طفيفة في شفرة جينوم الكائن ابتداء من الكائن الأول المتمثل بخلية واحدة"!! .. الفيلم لم يذكر كيف ولا ما سبب تكون هذه الخلية ولا تلك الشفرة في الكائن الأول ابتداء!... وبغض النظر عن ذلك فهذا يعني أن سلسلة الحياة تصاعدت وتعقدت بسبب سلسلة من الأخطاء في انتقال الشفرة! وهذا مضحك! لأن الأخطاء ستؤدي لفقدان الكائن لميزات مكتسبة ومن ثم انقراضه وليس تطوره من غاية التبسيط إلى غاية التعقيد!

   الأسبوع الماضي بثت "الجزيرة الوثائقية" فيلماً بعنوان "دمى التطور". والملاحظة الأولى هي أن هذا العنوان كان يظهر في زاوية الشاشة بخط صغير، أما العنوان الذي كان يظهر في الفاصل فهو "دمى الطبيعة"! .. ورغم هذه المراوغة المخجلة، إلا أن الفيلم طافح بالمحتوى الدارويني ابتداء من العنوان؛ "دمى التطور"! 

   لكن الملاحظ بوضوح أن الفيلم يكشف مدلولاً داروينياً لكلمة "دمى"، مناقضاً لمدلول المصطلح الدارويني "تطور"! .. اتضح أن الدمى هي الكائنات المختلفة كالحشرات والحيوانات والطيور ... ومن المعلوم أن التطور يشير لتميز بعض الكائنات عن غيرها بالصفات والقدرات .. ويوحي معنى التطور بالتنظيم وعدم العشوائية .. خاصة حين "يضيف التطور ميزة للكائن ليتأقلم مع البيئة"! .. لكن كلمة "دمى" توحي بالعشوائية والصدفة [هذا يتفق مع مفهوم الخطأ في الشفرة الجينية] .. والتناقض في الخرافة الداروينية جلي من خلال تناقض المضاف والمضاف إليه في العنوان! فهو يشبه قولك "لبن الثور" إلا إن كان المقصود هو أن التطور يلعب ألعاباً منظمة في غاية الدقة، فهذه نكتة أخرى! لأننا سنكون أما دمى ولعب منظم ودقيق بدون لاعبين!

   أما محتوى الفيلم من حيث التعليق فقد كان سرداً داروينياً محضاً لدرجة الابتذال في استخدام اللغة وتكرار تعبيرات على شاكلة "طورت الذبابة ... طور اليعسوب ... طور سمك القرش ..."! بالفعل الماضي المبني للمعلوم!! ..ورغم استخدام الفيلم لكلمة "دمى" لكنه يفسر التطور بكونه حاجة إحيائية للكائن للتأقلم مع البيئة! [مع العلم أن الكائن لا يعي هذه الحاجة ولا طريقة التطور للتأقلم] وهذا يتناقض مع تفسير فيلم ناشيونال جيوجرافيك، لأن هذا الأخير يزعم حدوث التطور خلال ملايين السنين بسبب أخطاء انتقال الشفرة!

   الترويج للداروينية مشهور ومعلوم في "ناشيونال جيوجرافيك أبوظبي" وهو فعل متعمد .. لكن عدم مراعاة الخصوصية الثقافة ليس من عادات الجزيرة الوثائقية أثناء ترجمة بعض الأفلام التي تبرز دقة وتعقيد الكائنات .. خاصة حين تكون النسخة الأصلية بلغة داروينية صرفة!

هناك 13 تعليقًا:


  1. شركة تنظيف بالطائف
    شركة تنظيف فلل بالطائف
    شركة تنظيف شقق بالطائف
    شركة تنظيف مجالس بالطائف
    شركة تنظيف واجهات بالطائف
    شركة كشف تسربات المياه بالطائف
    شركة كشف تسربات بالطائف
    شركة عزل خزانات بالطائف
    شركة مكافحة حشرات بالطائف
    شركة رش مبيدات بالطائف
    شركة نقل اثاث بالطائف
    شركة تسليك مجارى بالطائف


    شركة تنظيف بجازان
    شركة تنظيف فلل بجازان
    شركة تنظيف شقق بجازان
    شركة تنظيف مجالس بجازان
    شركة تنظيف واجهات بجازان
    شركة كشف تسربات المياه بجازان
    شركة كشف تسربات بجازان
    شركة عزل خزانات بجازان
    شركة مكافحة حشرات بجازان
    شركة رش مبيدات بجازان
    شركة نقل اثاث بجازان
    شركة تسليك مجارى بجازان


    شركة تنظيف بحائل
    شركة تنظيف فلل بحائل
    شركة تنظيف شقق بحائل
    شركة تنظيف مجالس بحائل
    شركة تنظيف واجهات بحائل
    شركة كشف تسربات المياه بحائل
    شركة كشف تسربات بحائل
    شركة عزل خزانات بحائل
    شركة مكافحة حشرات بحائل
    شركة رش مبيدات بحائل
    شركة نقل اثاث بحائل
    شركة تسليك مجارى بحائل

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))