السبت، يوليو 11، 2015

على سجادة الملكوت!




تَوَقَّفْ! فهذا المُلْكُ، ما شاءَ فاعلُهْ!
وما في خيالِ الناسِ وَهْمٌ، يُمَاثلُهْ

توقفْ؛ إذا آنَسْتَ مِنْهُ، بِسِكَّةٍ
بصيرةَ قَلْبٍ، أوْقَدَتْها مَشَاعِلُهْ

وعَايِنْ سَنَا الأمْلاكِ، في كل قَطْرَةٍ
عَلَيْهِ، إذا وَافَى، وجَادَتْ هَوَاطِلُهْ

ودَاوِ انْكِسارَ القلبِ، مِنْ بَرْدِ مائهِ
فما لِانْكِسارِ القلبِ إلا مَنَاهِلُهْ

كِتابٌ، إذا أمسكتَ خَيْطَ سِياقِهِ
جَذَبْتَ الذي في القلبِ، مما يُشَاكِلُهْ

فَقَلْبُكَ مَجْذوبٌ، إذا ما جَذَبْتَهُ
كما أنتَ جَذَّابٌ، إذا القلبُ وَاصِلُهْ

كِتابٌ، يَزِيغُ العقلُ، عن سِرِّ سَرْدِهِ
ويَزْدَانُ، بالأسرارِ، في الناسِ، عَاقِلُهْ

تَجَلَّى بِلا حَدٍّ، سوى حَدِّ قُدْرَتي
لإدْراكِ ما اسْتَعْصى عليها مَسائلُهْ

كأنَّ فُؤادي غاصَ في نَهْرِ نَشْوَةٍ
بِفَحْوى فُتُونٍ، أدْمَنَتْني مَجاهِلُهْ!

تَصُدُّ وتُبْدي، عن بَريقٍ، مُخَلَّدٍ
وعَذْبٍ طَهُورٍ، ملءَ رُوحي سُلَاسِلُهْ

كَنَكْهَةِ مَجْدٍ، عَبْقَريٍّ، مُحَمَّدٍ
وفَتْحٍ عظيمٍ، لَوَّعَتْني صَيَاقِلُهْ

كَنَجْوى غَمَامٍ، مَسَّ رُوحي رَذَاذُها
يُدَغْدِغُ سَهْلاً، مِن وُرُودٍ، تُغَازِلُهْ

كَأنْسامِ فَجْرٍ، ضَمَّ إلْفَيْنِ؛ ألْفَيَا
لَدَى العِشْقِ دَرْباً، سَيَّجَتْها فَضَائلُهْ

ونَجْواهُما شَهْدٌ، مِنَ الذِّكْرِ، صاعِدٌ
ووَحْيٌ، مِنَ الأنْوارِ، تَهْمي غَلَائلُهْ

كَعطرِ حكاياتٍ، عن العَدْلِ والنَّدى
على جُبَّةِ التاريخِ رقَّتْ مَوَائلُهْ

كَمِبْخَرةٍ للدَّهْرِ، فاحتْ، خُلاصَةً
عن البِرِّ والتقوى، صَفاها مُفاعِلُهْ

كأني بِذَيَّاكَ البخورِ، وسِحْرِهِ
بِرَبْعٍ، من الفردوسِ، فاحتْ منازلُهْ!

***

إلهي! وهذا القلبُ، طُوفانُ رَغْبَةٍ
وبَحْرٌ مِن التَّسْآلِ، غَارَتْ سَوَاحِلُهْ

صَهيلُ المَدى، نحوَ النهاياتِ، فَزَّهُ
فَحَنَّتْ إلى جَنَّاتِ خُلْدٍ رَوَاحِلُهْ

وإنَّ الذي قَدَّرْتَ - رَبِّي - هو المُنى
لِقَلْبٍ، أحالتْ لِلدَّياجي دَلائلُهْ

إذا اخْضَرَّ وَهْمٌ، مِن خِياراتهِ، غَدا
إلى دَيْدَنٍ لِلْبيدِ، صُفْرٌ بَدَائلُهْ

لِوَجْهِكَ وجَّهْتُ الفؤادَ؛ أرَحْتُهُ
وقد طالَ في سوقِ الأماني تَدَاولُهْ

كما طَالَ في دَنِّ الليالي اعْتِصارُهُ
شَراباً، بِحَلْقِ الوَهْمِ، يَحْلو تَسَايلُهْ

تُوَزِّعُهُ الأحلامُ، أوراقَ لُعْبَةٍ
فما أعْطَتِ الأحلامَ حَقاً بَوَاطِلُهْ

وتَكْرَعُهُ الآمالُ، نَخْبَ اجْتِماعِها
لِعَرْبَدَةٍ، يَدْعُو إليها تَوَاكُلُهْ

لها رَقْصُها الطَّيْفيُّ، واليأسُ خَلْفَها
لَهُ في مَدَى الأشباحِ رَقْصٌ، يُصاوِلُهْ

فآمَالُهُ السَّكْرَى زَبائنُ يَأسِهِ
وذا، مَالِكُ المَلْهَى، كما هو نَادِلُهْ!

يُنَادِمُها؛ كَأسًا فَكَأسًا، من الصَّدَى
لِتَفْنَى، إذا أَخْنَتْ عليها مَدَاخِلُهْ

***

أنا الظالمُ، المظلومُ مما اقْتَرفْتُهُ
لقد حاقَ بي ظُلْمي؛ وحَلَّتْ نَوَازِلُهْ!

ولَكِنَّكَ الغَفَّارُ، للذَّنْبِ، خالقي!
وشَارِعُ تَوْبِ المَرْءِ فَضْلًا، وقَابُِلهْ

ورُحْماكَ أدْنى، مِنْ فُؤادٍ، مُوَلَّهٍ
ونُعْماكَ أَوْلَى، مِن خيالٍ، يُخَاتِلُهْ

أغِثْهُ! بِتَوْبٍ منكَ - رَبِّي - تَوَلَّهُ
وقَرِّبْهُ - يا رحمنُ - فالبُعْدُ قاتلُهْ

أعِدْهُ إلى قَصْدِ السبيلِ، تَكَرُّمًا
قدِ انْهَدَّ مِنْ حَمْلِ المَتاهاتِ حاملُهْ

أَقِلْ عَثْرتي واغْسِلْ مِن الإثمِ حَوْبَتي
وطَهِّرْ جَنَاني مِن فَسَادٍ يُدَاخِلُهْ

وغُفْرانَكَ - اللهمَّ - بل عَفْوَكَ الذي
يَنالُ به الرضوانَ والفَوْزَ نائلُهْ

لكَ المُلْكُ! والحَمْدُ الذي أنتَ أهْلُهُ!
وآجِلُ ما يُرْضي فؤادي، وعاجِلُهْ

وصَلِّ على مَن جاءَ بالنورِ والهُدى
فشَقَّتْ دَيَاجِيرَ الظلامِ قَوَافِلُهْ

هناك 19 تعليقًا:

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))