الجمعة، سبتمبر 09، 2011

ســـــــــــــوريـــــــــــــــــــــا


(ا)

يراعي ، اسكبْ أحاسيسي على نبض المدى سِحرا
يراعي ، اذْرِفْ صباباتي على سِفْرِ الهوى دُرّا
يراعي ، اكشِفْ دجى الأوهام عن خُضْرِ المنى فجرا
يراعي ، اطرَحْ غثاء الخوف ، نهراً يغمرُ القفرا
يراعي ، حرِّرِ الأنفاس من قيد الجوى عِطرا
يراعي ، لَمْلَمِ الإنسان من (مكنونتي) شِعرا
وبدِّدْ موحشاتِ الصمت ، وانشُرْ لهفتي نشرا

(ل)

براني (الله) إنساناً كريماً طاهراً حُرّا
لبيباً ؛ أطرقُ الآماد في أضوائها فكرا
وأجرى الخيرَ ألواناً بطيفٍ واسعِ المسرى
ويبدو الطيفُ وضاحاً بِداجٍ غَيْهَبٍ حصرا
وما الإنسان إلا الرأي في إحساسه يَطْرا
عقيماً مفرداً ، يهفو لِوَجهِ النَظرة الأخرى
ففي لُقْياهما نورٌ لطيفٌ يشبهُ السِّحرا
وفي لُقْياهما فتحٌ مبينٌ يحسمُ الأمرا
وفي لقياهما برقٌ عجيبٌ يسبرُ الغورا
به يهمي سحاب الحقِّ في إدراكنا حُرا
ولولم يجْرِ ماءُ الفكرِ ما كان الحِجَى نهرا
وما بان الوجودُ الثر في آلائه شِبْرا
وما كنا قرأنا من أعاجيب الدُّنى سطرا
ولم نعرفْ لِ(ذات الله) في عليائه قدرا
ولولا عالم الأشكال والألوان والآرا
لما استرعى النُّهى نبعٌ ولا ماءٌ ولا مجرى
ولا أعلى ولا أدنى ولا كبرى ولا صغرى
ولا شرقٌ ولا غربٌ ولا يسرى ولا عسرى
وما امتدّتْ على الغَبرا ظلالُ (الدوحة) الخضرا
وما ثجّتْ (قناةٌ) من ثراها تملأ الدهرا
وما غنّى عليها الحُرُّ للحرية الحمرا
وما ألفى يتيمُ العِزِّ من أفيائها حِجْرا
ولا ألقى عليها الحُلْمُ في مشواره ظَهْرا
وما هبّتْ بِحَرِّ الدهرِ برداً يُثلجُ الصدرا
ولا كانت لدى (الأعراب) في أشجانهم فخرا
ولا أصغى لها التاريخ نصراً يتبعُ النصرا

(ح)

دَعِ الإنسان يا (طاغوتُ) ؛ دع زيداً ودع عَمْرا
دع الأفكار والأخبار في أنواعها تترى
دع الأشجار والأزهار والأمطار والطَّيْرا!
فما يسمو به الإنسان طول الدهر لا يعرى
وينمو أيكُهُ فتحاً وئيداً يُسْعِدُ الصحرا
ويبلى غيرُهُ مهما كسوْهُ الخَزَّ والتِّبْرا
ويلقى حتفه حتماً هشيماً يشتكي الهَجْرا
وتذروهُ الرياح الهُوجُ ؛ لا تبقي له ذِكْرا

(ر)

لماذا - أيها المأفون - تقضي العُمرَ مُغْترَّا؟!
عقوداً لم نجد فيها عدا الإعجاب والكِبْرا
عمرتَ السجن والمنفى ؛ وصادرت الرؤى قسرا
حرَمتَ القُبّةَ الزرقاء من أطيارها حظرا
قتلت الصوت - يا سفاحُ - من أفواهنا غدرا
وأعدمت الصدى المخنوقَ ؛ ما أغفلته حِذْرا
وحتى الصمت - يا مرعوبُ - لم تقبلْ له عُذرا!
وحاصرت الخيال الحُر والأحلام والذكرى!
وسقْتَ الأفْقَ مغلولاً بلا أحداقنا الحيرى!
وأثكلتَ الجهات الست لونَ الفألِ والبشرى!
فقدتَ العقلَ من رُعبٍ غزاك اليوم واستشرى!
ولم تتركْ - لحاك (الله) - في أحيائنا نَبْرا!!

(ي)

ألا ارحلْ - أيها الطاغوتُ - من أصقاعنا فَوْرا
فها نحن انتفضنا اليوم من عُمْقِ اللظى جَمْرا
وأقسمنا بِ(رَبِّ العرش) ألّا نقبلَ الجَوْرا
ولن نرضى سوى نصرٍ يعيد المنبرَ الحُرّا
يعيد الجيش والدستور والأموال و القصرا
يعيد القلب والعينين والأطراف والثغرا
يعيد الحِبر والكشكول والأقلام والسِفْرا
يعيد البُنَّ والزيتون والصحراء والتمرا
يعيد الخيل والأسياف والمضمار والمُهْرا
يعيد الشمس والأطفال والشطآن والبحرا
يعيد الغصن والشحرور والغدران والزهرا
يعيد الليل والأسحار والآصال والفجرا
يعيد الحب والأحباب والبستان و البدرا
يعيد الحسّ والوجدان والأشعار والنثرا
يعيد الناس والأنفاس والأيام والعُمْرا

(ة)

قبضنا العروة الوثقى ؛ وخُضنا الثورة الكبرى
ولن نرتدَّ - رغم النار - عن أشواقنا فَرّا
ستبقى (سوريا التاريخ) في أمجادنا عِترا
سيعلو المَدُّ ما عَمَّمْتَ في أمواجه الجَزرا!
سيأتيك البيانُ الفصلُ عن طوفانه جَهرا!
ستُجْزى من عقود القهر يوماً واحداً أجرا!
لِيَفنى - رغم ما أسموكَ - عُمْرٌ .. عِشته (فأرا)!
فصبراً - أيها المغرور - .. هذا عهدنا .. صبرا!



هناك 14 تعليقًا:

  1. بسم الله وبعد
    نسأل الله عز وجل أن يمن على إخواننا في سوريا بالامن والامان وأن يأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر
    جزيت خيرا أخانا أحمد

    إخوانك في الله

    مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
    أحلام الرنتيسي

    ردحذف
  2. ألا ارحلْ - أيها الطاغوتُ - من أصقاعنا فَوْرا
    فها نحن انتفضنا اليوم من عُمْقِ اللظى جُمْرا
    وأقسمنا بِ(رَبِّ العرش) ألّا نقبلَ الجَوْرا
    ولن نرضى سوى نصرٍ يعيد المنبرَ الحُرّا
    هو طاغوت فعلا
    وسيسقط سقوطا مريعا
    قاتله الله

    ردحذف
  3. ألا ارحلْ - أيها الطاغوتُ - من أصقاعنا فَوْرا
    فها نحن انتفضنا اليوم من عُمْقِ اللظى جُمْرا
    وأقسمنا بِ(رَبِّ العرش) ألّا نقبلَ الجَوْرا


    :::


    جميلة جدا ، استمتعت بقراءتها .. سلمت أناملك وان شاء الله الفجر قادم بإذن الله .

    ردحذف
  4. بارك الله فيك وأعزك أخى الكريم
    ودائماً أخى الحق هو الظاهر فوق الباطل

    تقبل تقديرى واحترامى

    ردحذف
  5. ما شاء الله تبارك الله أستاذي أحمد

    ما أحسن ابداعك وأكثره وأقربه !

    نسأل الله أن يمن على سوريا بالحرية ، ولله حكمة في كل شئ !

    أحيي فيكم حياة الأمة بقلبكم أستاذي ..

    أسعدك الله دوما ..

    ردحذف
  6. بالتوفيق والسداد
    تحيتي ومودتي

    ردحذف
  7. السلام عليكم

    كل عام وانتم بألف خير وعيدكم مبارك

    اسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج الغمه ويعجل بنصرتهم وحسبنا الله ونعم الوكيل .

    ردحذف
  8. سلم يراعك
    وبورك الشعر الجميل

    بالتوفيق والسداد
    تحيتي ومودتي

    ردحذف
  9. حمى الله الشام و كل الوطن الكبير

    تحياتي لجمال ما نثرت !

    مدونة الزمن الجميل يسعدها دعوتك إلى جديدها !




    ~

    ردحذف
  10. سأبدأ من النهاية!
    الأخ العزيز المنجي باكير
    تحياتي لك و لوكزتك اللطيفة.

    ردحذف
  11. ستنصرون ... والله ستنصرون

    ردحذف
  12. لا فوض فوك
    شعر له وقع.. وأي وقع!

    ردحذف
  13. ما أجملها من عبارات لمآسي كبيرة سواء قي سوريا أو اليمن الشقيق أو الجزائر اللهم فرج همهم وكربهم اللهم آمين

    ردحذف
  14. بسم الله وبعد
    نهنئكم بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة
    كل عام وأنتم إلى الله أقرب

    موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
    صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))