الأربعاء، مايو 08، 2013

الراحلون .... إلى السماء ..!




الشامُ أُمُّ الأنبياءِ ، و بابُ معراجِ السماءِ

وأميرةٌ للأرض ، جلّتْ عن تهاويلِ الفناءِ



يا راحلين بلا الْتفاتٍ .. أين أنتم من عنائي؟!

يا راحلين إلى الأعالي !  يا وفود الأصفياءِ!

تلك القوافل  غادرت ، وأنا المجندلُ في عرائي

تلك الرُّبوعُ ، مواكبٌ ملَّتْ زمان الأدعياءِ

تلك البلادُ معارجٌ  ضاقت بها سُبلُ الفضاءِ

يا لَلْقَوافلِ ! لم تدعْ من مهجتي إلا ندائي

قد خلَّفتْني في نطاقِ الحزنِ مثل المُومِيَاءِ

أخذتْ قواميسَ اللُغاتِ وأبجديات البكاءِ

حزمتْ سماءَ الحلم ، شدَّتْ  كلَّ آفاق ارتقائي

وتأبَّطّتْ سِرَّ الخيالِ وصادرتْ ماءَ اشتهائي

شلَّتْ شعوري ، أسقطتْ أسطورة الزيف الحِكائي

يا لَلْمَواكبِ ! ليتَها خلَّتْ من السلوى غِنائي



رحلوا ، وهاهم يرحلون ، كَدَرِّ وَبْلٍ إستوائي

كَمُضاءِ برقٍ دائمٍ ، كسخاءِ مَدٍّ كهربائي

وأنا هنا ، بِتَخَلُّفي أَجْتَرُّ إحساسَ البِدائي

أطيارُ قلبي تنزوي مكلومةً رهنَ انطفائي

وجدارُ عجزي قاتمٌ صَلْدٌ مقيتٌ كالغباءِ

والصمتُ كهفٌ ينطوي في جوفه وَكْرُ البلاءِ

والحِنْدِسُ المقرورُ أغْفى فوق ومض الكبرياءِ




يا راحلين بكلِّ عزمٍ ، أيُّ معنى في هُرائي؟!

والرائحون إلى بُكُورِ الخَلْقِ دَفْقٌ  لانهائي

تمضي القوافل كالطّيوفِ رضيّةً وبلا حُدَاءِ

كالفجر ، كالوَصْلِ الشَّفيفِ وراءَ ضوءِ الفيزياءِ

كقيامةٍ روحيةٍ ، من تحت أطباق الشقاءِ

كحقيقةٍ صوفيةٍ ، نَثَّتْ أريجَ الأولياءِ

وخلاصةً مما انطوى عنَّا بدربِ الأنبياءِ

اللهُ أودعَهَا المَدَى حتى اصطفاها للنَّمَاءِ

لقدِ اشْرَأَبَّتْ للأعالي غابةً من كَستناءِ

لِتَخُطَّ في أرواحنا وعياً جديداً للبقاءِ

من بعد دهرٍ تافهٍ  بِمَتاهةِ الليلِ الغُثائي




يا راحلين إلى السما .. في نظرةٍ منكم شفائي

مِزَقي على حَدَقِ الصباحِ وفوق أجفانِ المساءِ

ومشاهد الرُّكبان فيضٌ مصَّ ألوان المرائي

فضْحاً لِمَعْنى شقوتي في جملة الصمتِ الوبائي

إني المضرَّجُ بالهوى الشرقيِّ في سِجنِ الثَّواءِ

إني اليتيمُ ..

بلا أبٍ ،

وبلا أخٍ ،

وبلا رثاءِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))