الاثنين، مارس 03، 2014

يوم ذرفت السماء صقيع العدم


 يوم ذرفت السماء
صقيع العدم
وهمدت الأرض
تحت جليد الموت
لم تكن الحياة
شيئا آخر
غير منخفض ثلجي قاتل

خشف نعالي المألوف
الذي آنس وحشتي
انقرض في عويل الأرجاء
ونواح أنوائها الكليمة

وسكتي الناصعة البياض
ذابت في بحر غيهب لجي
تلمع فيه عيون المخاوف

ضاق ضاق هذا الوجود
إلى قدر محراب ضيق!

وتشبثت أنا
بارتعادة أخيرة
كلهجة متبقية
لآخر استغاثة ممكنة

يوم انشق العدم فجأة
عن نافذة تهللت بالضباب

يوم صمتت الأرجاء العاصفة
لمزلاج باب ينفتح

يوم سرى تيار السلام
من قبضة كف ساخنة
كنار إبراهيم الخليل

يوم بدت ملامح وجهك
على ضياء الشمع الراقص

يوم أخذ وجهك يتسامى
أطياف مآذن وقباب

يوم انطرح قلبي الأحمر
سجادة صلاة ظامئة
لأمزان وجودي.

هناك تعليق واحد:

  1. يوم ذرفت السماء صقيع العدم ....

    هذا الحرف الذي يعرج نوره لسماء الروح ...
    يجعلني أعود بعد كل غياب لأرتشف من كأسه حد الارتواء ...

    دام إبداعك أخي أحمد ...

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))