الخميس، يوليو 15، 2010

مرثية الحنين الذي انطفأ

إلى من عرفته حنينا يتوقد....وتركته حزنا يتجدد
إلى الفقيد الشهيد نجيب عبدالرحيم المقرمي

الآن يا نجيب ؟؟!!
الآن تتركنا متلبسين بقسوتنا؟؟!!
تعاتبنا حتى الموت؟؟
تفضحنا أمام هشاشتنا؟؟!!
أمام تبجحنا وصلفنا؟؟!!

لم يا نجيب؟؟!!
لم تركتنا بغير وداع؟؟!!
ولا تمهيد؟؟!!
ولا إشارة؟؟!!

لم يانجيب رحلت مبكرا ؟؟!!
غادرت خلسة
لم نجد خلفك أثرا
لم نجد رسما
لم نجد قلما
لم نجد ورقة
لم نجد دواة ولاحبرا

أي صهوة اعتليت ؟؟!!
أي سبيل سلكت ؟؟!!
و أي واديا قطعت يا نجيب ؟؟!!
ألم تجد غير لغة الموت لتعاتبنا بها ؟؟!!
ألم تجد أمام إسفافنا
...وبلادة إحساسنا
...و زيف أخلاقنا
غير الرحيل الأبدي ؟؟!!

فلنهنأ -يا قوم - بقسوتنا
غادرنا نجيب ..
ولم يحمل معه
غير ذات الحنين القديم
ونفس الحزن الجديد

لم أره فينا غير جرح غائر
يثعب حنينا غامضا مستبدا
عاش أيامه جريا في صحرائنا
باحثا عما يطفىء لهيبه
أو يشفي غلته
أو يداوي جرحه

قضى عمره بحثا عنا
كطير مهيض الجناح خلفه السرب
كغلام قليل الحيلة تركته القافلة
كمخطوط عتيق
لكتاب لم يقرأه أحد
لم يكن يريد
أكثر من معنى الأبوة
ليملأ بها فجوات قديمة
في جدار نفسه
وثقوبا عميقة
في صفحة فؤاده
فما وجد منا غيربضاعتنا الرائجة
(الغمز واللمز و السخرية المرة )
ولم يجد لدينا
غير دم ولده المراق
على ثرى تفاهتنا
وبلغم غرورنا وتكبرنا
فلاذ بمصابه وحيدا
إلا من الحزن العميق
فوجد في الحزن
معنى يدغدغ آلامه
ووجد فيه سلواه وليلاه
وتركناه كأن شيئا لم يكن
كأن الدم دم خنفساء
والروح روح صرصور
تركناه نهبا للهواجس
وضحية للوساوس
حتى غدر به الأسى
وهده الجوى
ليقرر الرحيل
وكأني به يقول:
(محمد.....
لم ينصفوني فيك يا ولدي
فثأرت لك من نفسي)!!!
31/7/2009
أعدتُ نشر هذا النص بمناسبة مرور عام على رحيله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))