الأحد، يونيو 12، 2011

خطاب تنقصه اللباقة موجه للسفير الأمريكي

تصميم: آلاءالثورة

مثل (أرمسترونج) يترك (هذا الفتى)آثاره الواضحة وهو يخطو بثبات على صعيد بلاده.

لم يحْظَ مثل الأول بل لم يكن منتظراً ذلك التصفيق الحار من قادة (العالم الحر)!

لقد أكبر العالَمُ سادتُه ورقيقُه ذات حين من الدهر آثارَ آقدامكم على القمر المنير يا سيد (فايرستاين).

ومازال البعض يمدّ مصانعكم بحاجتها من الغياب والذهول المستمر في الذات الغربية كمادة ضرورية
من المواد الخام معتكفاً وصائماً على أرض خشعت تحت ثقل الشركات قانعاً من الحياة ب(سبت) الاستلاب وفق الملة المرضية والمحجة البيضاء لخاتم أنبيائكم (فرانسيس فوكوياما)!

والآن يا سيد (فايرستاين) هل تخشون أن يزاحمكم هذا الفتى الجديد في شيء ما مثل (حرب النجوم) لِيُجابَهَ منكم بكل هذا الامتعاض من خطوة خطاها على مرابع الطفولة و محلة الميلاد؟!

أم أنكم - كما قيل - تحسدونه حقاً للكمية الكافية من الهواء الطلق مفاضلين إياها بمجرد عبوة
على ظهر (أرمسترونج)؟! مُغفِلين عمداً في عملية الطرح
الشاب (واشنطن) الذي شهق يوماً ملء رئتيه قبل أن يصرخ:
(ارحل يا جورج الثالث لسنا رعاياك)
فصارت شهقته المروج الخضراء التي تمطى عليها (الحلم الأمريكي)؟!

مهما يكن أيها السفير دعني أتساءل بعيداً عن المواربة مجرداً مما عهدته لدى مخاطبيك من اللباقة العصرية:
ما مغزى ابتسامتك تلك التي تقوست شفتاك لصنعها على سمتك الجاد بدقة سينمائية حين عاينت بجلاء بعض فتياننا يخرون صرعى مضطربي الأعصاب كأنما تملكهم مس من الشيطان مختنقين حتى الموت بدون أوكسجين كأنما يموتون في أجواز الفضاء أو أغوار الماء بدون أقنعة كأنهم لم يكونوا ضمن (الربيع العربي) في ساحات الحرية وميادين التغيير؟!

أصحيحٌ ما يُقال يا (جيرالد) أنكم جلبتم هذه الأمشاج
لمثل هذه اللحظة التاريخية الحاسمة؟!

أحقٌ ما يتردد عن وجود رمزين في طلاسم السياسة لدى (العم سام)
خمسون نجمة تتألق بحرية
وخطوطٌ حمراء لا ينبغي لأحد أن يمر عليها و إن كان ذلك على أرض ورثها عن جده عن جده عن (هابيل بن آدم)؟!

و إلا .. فأجبني يا(جيرالد) ما سر النشوة التي اعترتك بوضوح و أنت تعترف بأن غازات الموت وسلب الأوكسجين - لمدة كافية لإضافة مأتم - صناعة أمريكية و عُهدةٌ موقوفة للحرب على (القاعدة)؟!

هل نحن مجانين يا سيادة السفير إلى درجة تحالفكم مع جذر الإرهاب في الحرب مع فرعه؟!!

هل نحن أغبياء إلى درجة أن (أمريكا) لا تستطيع التمييز بين مشاهد معتادة تصنعها (هوليوود)و دمٍ حقيقي تدفق قانياً على صدر (صنعاء)؟!

هل وصلت بنا البلاهة إلى وقوفك كالأبله عاقداً يديك على صدرك البارد تنتظر (سفّاحاً)شديد البلاهة للخلاص من شعبه لتأخذه معك في جولة قصيرة ليدُلَّك فيها على رجل ذي لحية أقرب إلى البلاهة من أي شيء آخر لتعلن للعالم أنكم قبضتم على عنصر القاعدة (أبي دُلامة الأمريكي) وسط نهر من الدماء؟!!

يا للبلاهة !! يا (جيرالد فايرستاين)

تقولون دائماً: (مصلحة أمريكا)!!

هل نحن معتوهون لدرجة افتراضنا أن مصلحة أمريكا لا يمكن أبداً أن تكون معتوهة و أنت تستمع (كمسؤولٍ محترم افترضنا أدباً أنه غير معتوه) لمتحدث رسمي مثل (عبده الجندي) باهتمامٍ وخشوع مفترضاً - كديبلوماسي وبدون أي مضض - أنه غير معتوه و لا يمكن للعته أن يجد طريقه إلى مخه أبداً؟!!!

هل نحن القاعدة يا سعادة السفير؟!! أم نحن فقط فئران تجارب في طريقكم الغامض إلى وكرها المرعب الشبيه تماماً ب(سايلنت هيل) في براري (أبْيَن)؟!!!

بدأت أظن أن (الربيع العربي) الذي تدعمونه تريدونه خالياً من الزهور و الورود والرياض الخضراء!! مختنقاً بالدخان والخطوط الدامية والغازات السامة والزهور البرية عديمة الذكاء بدون أوكسجين!!

يبدو أن (أوباما) يا سعادة السفير لم يجد حين عاد من خطاب القاهرة غير سِفْرٍ واحد من الأسفار الخاصة
ب(العهد الجديد) السفر الشهير ل(صموئيل هنتنجتون)
الإصحاح الحادي والعشرين من الصراع الشيطاني!

يبدو أن (أوباما) مثل سابقيه يتحرك وفقاً لخارطة طريق من رغبات عنيدة لحكومة ظل تحت زعامة المستر (شيلوخ)!!

يبدو يا جيرالد أنه يتحتم عليكم - مثلنا -أن تصرخوا فوراً: (الشعب يريد إسقاط النظام)! حفاظاً على أمريكا  ف(شمشون)يوشك أن يهوي ببقيتها على رؤوسكم الثملة لتغدو أمريكا في كتب التاريخ مجرد حلم قتله ذات يوم يهودي قذر بأطماعه الخاصة التي لا تنتهي!!

لسان حالك أيها السفير  يقول لنا كديكتاتور متخلف:
(اليمن ليست مصر ومخزوننا من السموم لدى يحيى صالح كافي لإقناعكم بمقدار انزعاجنا من هذه الثورة)!!

أتمنى يا سعادة السفير أن لا نقف مضطرين أمام سفارتكم لإقناع (أمريكا) أن ثورة الشباب في ربوع اليمن ثورة حقيقة ونحن نصرخ بك بمليون حنجرة:
عليك أن ترحل يا مستر (جيرالد فايرستاين) فثورة مثل هذه لا يمكن أن تبتلعها دهاليزكم الحقيرة.



هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. الأستاذ القدير : أحمد شمسان ..

    خطاب في الصميم فأين العقلاءالعرب ليدركوا هذا ,,!!

    لما لا يهتف شباب الثورة في الساحات مرددين : الشعب لا يريد استقبال (جيرالد فايرستاين) رفضا بالتدخل الامريكي ..ورفع سقف المطالب ..!!

    كما هتف ثوار 25 من فبراير بمصر برفضهم استقبال " وزيرة الخارجية الإمريكية " رفضا للتدخل الإمريكي ..
    هل اضحت الثورة اليمنية بمثابة القطعة الاسفنجية اللتي يتم غرس الدبابيس الفضية والذهبية المسمومة ..!!
    الثورة تحتاج إلى صوت مدعوم بالمفكرين والمثقفين اليمنين والعربيين الأحرار لكي يقرأو تاريخ الثورات اليمنية السابقة وسيدركون أن ما يحدث الان في العالم بأسره من يخدم ..!!

    الروم + الفرس ...!!
    قال الله تعالى " ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) سورةالروم - 1-4

    ردحذف
  3. الأخت العزيزة / أحلام الكثيري

    لا أظن أن الثورة اليمنية تخلو من القادة الذين يرسمون لها الخطوات اللازمة للتعامل مع نظام عائلي قمعي متخلف و همجي مثل نظامنا ، بل أنا موقن بوجود الكثير الكثير من هؤلاء ولذا سيخيب ظن المتآمرين في النهاية ، كما أن التعاطي السياسي ليس معناه أبداً ترك أهداف الثورة فمن الخطأ أن يخطر هذا ببالنا مجرد خاطر ، لكن الساسة يقومون بواجبهم كسباً لأكبر قدر ممكن من الأوراق التي تسهل تحقيق الأهداف دون ارتطام الثورة بجبل جليدي قد يفشلها

    شكراً على التعليق

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))