السبت، يوليو 16، 2011

أجرني من الحب


آن لنا ارتقاء فضاء يعكس صدق لهجتنا

سأسجع من نبض قلبي تحايا     لذاك الذي اجتاح مني هوايا
لذاك الذي صاغ إكليل حرفي     لِتخضرَّ في ليل صمتي الحكايا
لذاك المسافر من أُرجواني     إلى موطنٍ في أقاصي حشايا
لذاك الذي استوطنته المعاني     فأوقد لألاءها بالمرايا
لمن روحه خامرت كل روحي      فأمسى لأعمال قلبي النوايا
أراه بعلم ودادي نبيلاً     صبوراً أبيّاً كريم السجايا
أراه بأحداق روحي ملاكاً     يحوم على مَهْمَهٍ من ضنايا
أراه سحائب قلبٍ تدانت     لتُفرغَ أُسكوبَها في لظايا
أراه على ذبذبات التواري     و أُصغي له من رفيف الخفايا
و هل لي لإنكاره من سبيلٍ     سميّاً لأجلى و خير العطايا؟!
و هل لي لتكذيب ذاك اقتدارٌ     إذا بزَّ روحي و نفسي سبايا..
و صادر كينونتي و شعوري     و كلَّ الجزيئات .. كل الخلايا؟!
بأيّ أحاسيس قلبي أُماري     أُكذِّبُ كفراً بِرَبِّ البرايا؟!


بأنفاسكم أستعيد حياتي     و من طرفكم أستردُّ رؤايا
و من جرحكم هَمَيَانُ دمائي     و في وَجْدِكم هيجان أسايا
و في نأيكم يستفيق حنيني     بكائيةً من سحيق الطوايا
و في رَخْص إبهامكم أتجلى     خُطا تائهٍ خلفته المطايا
تضيء تعابيركم في سياقي     تعزّ أحاسيسكم في الحنايا!
إلى مقلتيكم تحنُّ طيوفي     لِتسرحَ في أُحْجِيَات الخبايا
لكم نصب الحبُّ خيمةَ قلبي     برغمي على ساحةٍ من جَوايا
فأوكلته لاختلاف الليالي     و أهملته بين شوك الرزايا
فما زاده ذاك إلا نمواً     فشبَّ على رغم أنف المنايا
فأشرعَ أخيلتي من حُطامٍ     و أحيا خيولَ الهوى من بقايا
و عالجني من دخان انطفائي     و أعتقني من سديم الضحايا
و لكنه استمرأ الآن خنقي     إذا ما ذكرتك شلَّ قوايا!
فهاهوذا قد طغى في شجوني     و ولَّى على أمنياتي شَجايا
يضايقني في رحاب القوافي     و يخطفني من زحام القضايا
يُجرجرُ عقلي و يقتاد قلبي     بِبَهْوِ سكوتك دون السرايا
و مهما يُعذِّبْ يزدني احتقاراً     لمن قال إنك رأس البلايا
و لكن أترضى اعتقال وجودي     و طول شرودي أمام الرعايا؟!
أيُرضيك أن أتردى اختناقاً     قصاصاً لأنك أنت رِضايا؟!
فإن كان حبُّك أحيا فؤادي     لِيغتالَه في براري نَوايا..
فإنّ فؤادك أوفى حناناً     و قلبي المُعنّى أقلُّ خَطايا!
و لولم تكنْ مبدأ الحب عندي     و في ثَوَرات الهوى منتهايا
لما كنت حرّكتَ مني مَوَاتاً     و لملمتني من كئيب الزوايا!


تأملْ نجاوى الغروب تجدْها     لقلبي على مَُذهب الوجد آيا
و أنصتْ لوحي الشرايين تسمعْ     بصمت الليالي موسيقا خُطايا
أفِرُّ إليك من الحب عشقاً!     فنعماء ربي لديك مُنايا
فكُنْ لي مُجيراً من الحب تلمسْ     أحاسيس قلبٍ فريد المزايا
(أجرني من الحب).. هذا ندائي     و هذا سبيلي و هذا هدايا!
و هذا وصيةُ قلبي المُدَمّى     و ليس لقلبي سواهُ وصايا
..و إن كنت أزمعت - ياحِبُّ - قتلي     فخذني إليك لألقى ردايا!
إذا شئت عيشي أو اخترت موتي     فروحي لك اليوم أسمى الهدايا
أحبك في الحالتين سواءً     و ليس يحبك - مثلي - سوايا!!


هناك تعليقان (2):

  1. هذه القصيدة أقصوصة جمال ...أبدعت أخي الكريم

    ردحذف
  2. الأخ/الأخت غير المعرف
    لقد أغنت كلماتك عن التعريف و إنما هو ذوقك ورهافة حسك

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))