الأربعاء، ديسمبر 28، 2011

دموع على قبر صديقي

دموع على قبر صديقي

إنا لله و إنا إليه راجعون
في مجزرة الثلاثاء الأكثر بشاعة 20/12/2011م التي ارتكبها زبانية النظام الاستبدادي الإرهابي الدموي الطائفي المتخلف في سوريا (ثورة الشعب العظيم) ، و في غمرة من الحزن المتجدد المتجذر المتفاقم المشبوب بنيران النقمة و الغضب ، قيل لي : صديقك (باسمٌ) قضى!
الإهداء : إلى روح أخي و صديقي الثائر الحر (باسم علي هائل حزام المعمري) الذي وافته المنية في ريعان شبابه إثر حادث مروري مؤسف ، تغمده الله بواسع رحمته و ألهم أهله و ذويه الصبر و السلوان.
إلى دار الخلود يا باسم!

غموم قلبي ما لها كاشفُ     و أنت ربي الفارجُ الرائفُ
أوّاهُ! قالوا : (باسمٌ) قد مضى  فمضَّ رُوعي طيفُه الواجفُ
له دعوت الحزن من (سوريا)     فشقَّ قلبي للجوى قاصفُ
كأن حِسِّي مَرْسمٌ للشقا     و للمآسي أُرْغُنٌ عازفُ
و أغنياتي في الأسى استغرقت     و ذكرياتي مَحْجِرٌ واكفُ
كأن نفسي مركبٌ داثرٌ     كأن روحي بيْرَقٌ تالفُ
كأن عيني قُبّةٌ أظلمت     و ناح فيها للأسى عارفُ
كأن دربي سُحنةٌ للردى     و للمنايا مَجهلٌ واصفُ
كأنّ عزمي طلعةٌ أُجهضت!     كأن حلمي مغربٌ نازفُ!
الحزن فيضٌ داكنٌ باردٌ     في كل صُقعٍ ثلجه خاشفُ
الحزن ظلٌ في نهار الهوى     و في دجاه الكوكبُ الواقفُ
الحزن طفلٌ تائهٌ في دمي     يروغ عني ظلّه الآسفُ
يطوي المسافات على لهفتي     و في سكوني خفقه عاكفُ
يشدُّ قلبي خَشْفُ أقدامه     يسدُّ عقلي سرُّه العاصفُ
و رسمُ خُفَّيهِ على مهجتي     حداء قلبٍ عشقه جارفُ
لِظِلِّ فرعٍ طيبٍ أصله     على تراب طهره سالفُ
غضيرُ طلعٍ لونه فاتنٌ     على أريكٍ ظله وارفُ

تقودني الذكرى إلى (باسمٍ)    فيخطف الذكرى أسىً خاطفُ
بِكل قلبٍ (باسمٌ) نغمةٌ     يَرِنُّ منها للهوى هاتفُ
بكل نفسٍ (باسمٌ) بسمةٌ     لدى سناها يخسأ الزائفُ
بكل عقلٍ (باسمٌ) فكرةٌ     يزينُ فيها المُتْلَدَ الطارفُ
بكل روحٍ (باسمٌ) نفحةٌ     على شذاها يسعدُ الآلفُ
إذا سكبتُ الدمعَ في (باسمٍ)     فذاك أني للهوى راشفُ
شربتُ يوماً (باسماً) جدولاً     و ذا مصيري : مقلةٌ ذارفُ
له دعوت القلب من (سوريا)     و ليس عنها للجوى صارفُ
فصبَّ قلبي كل ثجاجةٍ     و فاض مني الجامدُ الناشفُ


في ذمة الله أيا باسمٌ    ما أنت أسيانَ و لا خائفُ
قد عِشْتَ حُرَّاً و السّنى خاضعٌ     بكل قيدٍ للعِدا راسفُ
و غِبْتَ حُراً في ربيع الندى     فحلاً فتياً و الدجى شارفُ
و كنتَ – ياصاحِ – لنا سابقاً     إلى ديارٍ سِرْبُها كانفُ
فأنت فيها وَسْطَ بحبوحةٍ     لدى عروسٍ كاعبٍ ضائفُ
ريانُ نشوانُ بلا غُصّةٍ     مسافرٌ في سحرها لاهفُ
بمقلتيها كل أعجوبةٍ      و في لَمَاها المرتقى النائفُ
سَتُحرِقُ الدنيا إذا ما بدت     أو مسّها من نورها طائفُ
يهنيك أنت الحي يا صاحبي     و نحن موتى حظهم صادفُ
و عمرهم مستهلكٌ ذاهبٌ     و أمرهم مستنفِرٌ ناكفُ
فاكتب إلينا – صاحِ – مرثيةً     فبئس عيشاً جرحنا الراعفُ

الأربعاء 21/ديسمبر/2011م المقارمة - تعز

هناك 3 تعليقات:

  1. رحممه الله رحمة واسعة....
    في جنة الخلد بإذن الله

    ردحذف
  2. ساحر هذا الشجن ....فقد استثارت حروفك مدمعي ...و ادمت روحي ...
    جنات الفردوس ....لروح الشهيد ....

    نعزيك في صديقك أخي أحمد ...
    و نسأل الله فرجا قريبا ...

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    البقاء لله اخى أحمد
    لله ما اعطى وله ما أخذ

    رحمه الله وغفر له
    ورحم موتى المسلمين جميعا

    تقبل تعازى اخى الكريم
    البقاء لله

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))