الثلاثاء، سبتمبر 04، 2012

يا دماء الشام .. !


ألقي هذا النص على منصة ساحة الحرية - تعز


أيُّ طفلٍ ؟ تاهَ في بيداء نفسي ، يتناهى في مواجيدي عويلُهْ
أيُّ ثكلى ؟ أرسلت أشجى أساها ، لضميري ، فاغتدى نزفاً حلولُهْ
أي طيرٍ ؟ خطف الإدراك مني ، صوبَ داجٍ ، يتولاني سدولُهْ
أي طوفانٍ ؟ من الحزن دهاني ، أتلفتْ خضراءَ وجداني سيوله
أي غولٍ ؟ غرز الأنياب في قلبي ، فغصّت بدم السلوى سبيله
أي مزرابِ نشيجٍ ؟ من سطوح الحلم يهمي ، بات للفجر هطوله

أنت - ياقلبي – مرايا ؛ عكست ليل المآسي ، فبدا فيها مهوله
أنت - يا قلبي – غديرٌ ، ذاهلٌ ، لَمَّ انهماراتِ الدوالي سلسبيله
أنت رَبْعٌ ، شاهقُ الأنحاءِ ، ناءٍ ، ينشد السلوى - من المولى - نزيله
أنت يُتْمٌ ، مَطريُّ الحزنِ ، قاسٍ ، طال في لؤم المسافات رحيله
أنت دربٌ ، غجريُّ الريحِ ، ساهٍ ، ضمَّ من لا يُرتجَى يوماً وصوله
أنت - يا قلبي – خلايا رصدت لحن الأسى الباكي ، الذي تخفى أصوله
أنت - يا قلبي - هوائيٌ شفيفٌ ؛ يلقط البثَّ ، و إن بادت طلوله

كلُّ حيرانٍ ، وحيدٍ ، في قفار الدهر ، أدمى عُريَ وجداني ذَميله
كل عريانٍ ، هزيلٍ ، في صحاري البؤس ، أبكى عمقَ إحساسي نُحوله
كل منهوبٍ ، سليبٍ ، تحت نار الغصب ، روحي - بلظى الشكوى - وكيله
كل إنسان نبيل ، في محطات المنافي ، أنا في البلوى خليله
كل مكلومٍ ، طريحٍ ، في سكون العجز ، ثاوٍ ، ثار في صدري غليله
كل جلادٍ ، عبوسٍ ، في دجى الإرهاب ، أدمى نبضَ أحلامي كبوله
كل طاغوتٍ ، و سفاح حقود ، في البرايا ، أنت - يا قلبي – قتيله !

مسرحُ الزيف ، الذي يُدمي نشيد الفجر ، عادت فوق آلامي فصوله
السنى المجروحُ ، يخبو ، في بقايا الليل ، لمّا ظنت الرُّجْعَى فلوله
الضياء الحر ، أغفى ، في سواد التبر ، قهراً ، بعد أن بيعت حقوله !
الضياء الحر يَدمى ، بالسكاكين تباعاً ، قصد أن يفنى نبيله
الضياء الحر ، يُسقى مذهبَ الإرهاب نصاً ، صدقَ (الوحشُ) رسوله !
الدم الأَسْكُوبُ ، جرحٌ ، أبديٌ ، ليس يُنسى في أهالينا حصوله ؟!

يا دماء (الشام) ، إنا ما نسينا في (سراييفو) الردى ، لا عاد وَيله
و (جروزني) و (بريشتينا) و (كابول) و (بغداد) كم استعلى جهوله !
كيف يُنسى؟! كيف يُنسى؟بين أحداق الدنى سالت - و لا زالت – غيوله

هو طبعٌ ، همجيٌ ، منذ (نمرودَ) ، إلى أن جاء (بشارٌ) سليله
هو لهوٌ ، مرضيٌ ، يعتري (الساديَّ) ؛ يستهويه أن يَشْقَى مثيله
هو طقسٌ ، وثنيٌ ، سَنَّهُ الشيطان ، خبزاً ، يتعاطاه قبيله
هو حقدٌ ، رافضيٌ ، يبتغي للموت ناراً ، كلما دقَّت طبوله
هو كيدٌ ، باطنيٌ ، يشتهي مصَّ دِمَانا ، حين يستقوي فصيله
هو دِينُ (السامريِّ) ، الرأسماليِّ ، انبرتْ في كل ميدان عُجوله
يوم أرسى مجلسَ الأسلاب ، و التبرِ الذي يعبد ، و استشرى وبيله
إن رأى الثروةَ ، صلّى ، في كنيس التبر ذبحاً ، شَبَقُ النهبِ دليله
هو نهجٌ ، جاهليٌّ ، عالميٌّ ، أمعنتْ في قمعنا دهراً ذيوله
إنه في بغيهِ المُمتدِّ يدري أن مَغْزَى حُلمِنا عدلٌ يُزيله
التقى في الذبح (تِنِّينٌ) ، و (دُبٌّ) ، و (حميرُ الموت) طابتْ،و (فيوله)!
هو إرثٌ ، بربريٌ ، يتساوى فيه طاغٍ  مستغِلٌّ ، و عميله
هو هولٌ ، دمويٌّ ، جاء من كهف المنايا ... كيف – يا قلبي – أقوله ؟!
إنه الموت .. ! من (خنازيرَ) تبدَّى ، أو من (الوحش) تفشَّى مستحيله

يا دماء (الشام) ، يا سيفاً صقيلاً ، راع أشتاتِ العصابات صليله
طهِّرينا من دَنايانا ، و هُبِّي صرصراً ، من نقمة الجبار هوله
أنتِ شلالٌ  من العزم ، فريدٌ ، ليس عند الناس في الدنيا قليله
حرر الأحلامَ من سقف المنايا ، و مع التاريخ موعودٌ جزيله

أنتِ يا (شام الهدى) نورٌ ، تسامى في سماء الله ، خلابا جليله

هناك تعليقان (2):

  1. عما قريب بإذن الله سيعم الفرح وتزلزل الأرض كل ظالم .. بارك الله فيك أخي في الله

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سرايفو وكوسوفا والعديد من المجازر ولازالت الآلآم تتكابد

    هو مرض سادي كما ذكرته ...

    ورغم كل شيء ...فقد أيقنت بشيء واحد ...

    العالم كله ( متعفن ) البشر جميعا ...



    (كل مكلوم طريح في سكون العجز ثاو ثار في صدري غليله
    كل جلاد عبوس في دجى الإرهاب أدمى نبض أحلامي كبوله
    كل طاغوت و سفاح حقود في البرايا أنت - يا قلبي - قتيله )

    قلب كهذا القلب ... أنى له أن يستريح ..؟!

    أخيراً أستاذ أحمد رغم أن كل الأحداث حولنا تزهق الأمل..
    تجعلنا نبدوا بائسين ....لكن لا بد لنا أن لا نيأس من روح الله ...

    حفظك الله من كل سوء ومكروه .

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))