الخميس، يناير 31، 2013

منشور الفجر العائد ..!



منشور الفجر العائد



كَ(عُزَيْرٍ) ؛ أنا الرواحُ المجيدُ!     و ك(موسى) ؛ من المنافي أعودُ!
أيها الإفكُ ، لا تُكَذِّبْ وجودي     أنا صدقٌ ، هفا إليه الوجودُ
عشتُ بالأمسِ هاهنا ؛ ذي بلادي!     أنا فيها حكايةٌ لا تبيدُ
أنا فيها معالمٌ ليس تفنى     و زمانٌ من المعالي مديدُ
أنا فيها طُيوفُ مجدٍ أفاقت     حفظَتْها حواضرٌ و مُهودُ
و حشودٌ لذكرياتٍ أطلّتْ     من سماواتِ صحوةٍ تستعيدُ
و شجونٌ شجيةٌ تتسامى     و لحونٌ شهيةٌ و نشيدُ
ذي بلادي ، و لستُ - يا إفكُ - عنها     بِغريبٍ ، أنا الطريفُ التليدُ
عشتُ فيها بفطرة الله حتى     طُوِيَتْ لي بقدرة الله بِيدُ
فأتى الدهر جاثياً عند كوخي     و أناختْ على حصيري الوفودُ
عشتُ دهراً محجّةً للبرايا     فَطَوَاني عن البرايا الجُحودُ
ثم أمسيتُ في الدياجيرِ وعداً     و أنا اليومَ في المقاديرِ عَوْدُ
كنتُ حُلْماً لدى الملايينِ .. حُلْماً!     و أنا اليومَ للملايينِ عيدُ
عدتُ ، و الأرضُ تشتكي كلَّ جَورٍ     و الضحايا بكل شبرٍ شهودُ!
عدتُ - يا أرضُ - بين جَنْبَيَّ عِشْقي     نبضُ قلبي مُوَحَّدٌ و عديدُ
عدتُ - يا أرضُ - فاشْربي من دمائي!     إنني عن صبابتي لا أحيدُ
اشربي ، ما لَغا بِعشقي مريضٌ     أو تمارى بقُدسِ قلبي حسودُ
اشربي ..! ما أراك إلا سماء     يصطفي خيرَ عاشقيها الخلودُ

غَيْهَبَ الجَورِ! لا تُسَفِّهْ زهوري     فشذاها لكل حِسٍّ بريدُ
أنا مسكٌ بكل حدبٍ و صوبٍ     و عبيرٌ تناقلتهُ الحدودُ
أنا عطرٌ سرى إلى كل عِطفٍ     من دروب مشى عليها الجدودُ
و أريجٌ من الغَيَاباتِ يأتي     من سهولٍ تغمَّدَتها الورودُ
من مناخات كلِّ فيضٍ قديمٍ     صَبَّها في سرائرِ الدهرِ جُودُ
من صَباباتِ كل حُرٍّ نبيلٍ     سئمتْ بأسَ مِعصميهِ القيودُ
من حكايات كل فتحٍ عظيمٍ     سطَّرَتها صَياقِلٌ و بُنودُ
من بواكيرِ كلِّ علمٍ و فنٍّ     وَثَّقَتها تجاربٌ و جهودُ
من رحيقٍ مقطرٍ من كؤوسٍ     عتقَتْها أباطحٌ و نجودُ
من صُروحِ الفداءِ .. من كلِّ رملٍ     ارتقى منهُ للجنان الشهيدُ
من صباحِ الودادِ ، يعْبُقُ روحا     ما رأى لَمْعَ كأسِه عِرْبيدُ
من خُدودِ الجَمالِ ثَجَّتْ نهوراً     سَبَّحَ النثرُ عندها و القصيدُ
من رُضابٍ على شفاهِ المعالي     لم يذقْها مدى الليالي عَبيدُ
من صعيدٍ زَكَا بِمحرابِ صدقٍ     ضَمَّخَ الأرضَ من شذاهُ السجودُ
أيها المَسْخُ ! لا تسفِّهْ ربيعي     كلُّ أرضي معارجٌ و صعودُ
لا شمالٌ يحدُّ من حجمِ قلبي     لا جنوبٌ لِمَاردِ العزِّ قَيْدُ!
أنا عَوْدٌ إلى بلادي كريمٌ     و رجوعٌ مظفَّرٌ و حميدُ

أيها الإفكُ ، أنتَ مسخٌ كريهٌ     و جبانٌ مخادعٌ رعديدُ!
أنتَ وكرٌ لكل خَلْقٍ حقيرٍ     و جحورٌ تقاسمتْها الدُّودُ
و قفارٌ تَسَيَّدَتْها هَوَامٌ     ألْفُ شكلٍ مراوغٍ بل يزيدُ
الوطاويطُ في دُجاكَ استفاقتْ     تملأُ الأرضَ ضجةً لا تفيدُ!
رسمتْ موئلَ الحضاراتِ كهفاً     و زواياهُ بالأكاذيبِ سُودُ
يسكنُ الخوفُ و التهاويلُ فيها     و الأراجيفُ و الردى و الركودُ
قد تداعتْ بكل مكرٍ و بغضٍ     تتبارى بما يحبُّ اليهود
زُمَرَاً أتقنتْ صُراخَ السكارى     من وَرا كلِّ زمرةٍ مُسْتفيدُ
ضَجَّ من قُبْحِ صوتها كلُّ حيٍّ     و اشتكى من غبائها الجُلمودُ

أيها الأحمقُ المُدَجَّجُ كِبْراً     شاخَ من معدنِ الفداءِ الحديدُ!
أعطبتْهُ الدماءُ من قلب أنثى     و ثَنى بأسَهُ الشديدَ الوليدُ!
 أَتَتُوهُ ابتسامتي بِافْتراءٍ؟!     أم يُزِيلُ انْفراجَ لَيْلي كَنُودُ؟!
أنا أرضٌ و أمَّةٌ و نظامٌ     أنا روحٌ و فكرةٌ و وجودُ
و انفتاحٌ و رحمةٌ و سلامٌ     و التزامٌ و رايةٌ و صمودُ
أنا من وَمْضةِ البداياتِ نهجٌ     لا يُرى فيه سيِّدٌ و مسودُ!
إن طيفي – و إن كذبتم - عديدٌ     و مساري - و إن كرهتم – وحيدُ!
أنا فجرٌ محمديٌّ تجلى     أبيضُ اللونِ عبقريٌّ فريدُ
من ضميرِ الوجودِ أنبتُ عِشْقاً     من بُكورٍ سقى نواها الودودُ

أنا - يا جبهةَ الوطاويطِ - فَجرٌ     لن يمسَّ انطلاقَ ضوئي بليدُ!
ذاكً نوري و أنتَ - يا إفكُ - شاذٌ     فاشربِ البحرَ و انتحرْ يا حقودُ!

هناك تعليق واحد:

  1. لا شمالٌ يحدُّ من حجمِ قلبي لا جنوبٌ لِمَاردِ العزِّ قَيْدُ!
    أنا عَوْدٌ إلى بلادي كريمٌ و رجوعٌ مظفَّرٌ و حميدُ
    نسال الله ان يحمي اليمن من كل سوء وان تكون بلدا يشعر كل مواطن فيها بالكرامة
    تحياتي

    ردحذف

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))