لماذا
قبل الغرب
بالتغيير في بلدان الربيع العربي ثم قبل ظاهرا بحكومات يقودها
إسلاميون؟!
تحليلي الخاص
هو أن هناك سبب يتعلق بالغرب و آخر يتعلق بشعوب المنطقة و
ثالث بالإسلاميين
سبب يتعلق
بالغرب هو الأزمة المالية التي بدأت عام 2008 في الولايات
المتحدة و
انتقلت إلى أوروبا و لازالت تداعياتها إلى الآن و كان السبب
القريب و
المباشر لها حروب جورج بوش الابن الحمقاء في أفغانستان و العراق و
السبب العميق
و البعيد هو طبيعة النظام الرأسمالي (راجع : انهيار
الرأسمالية
، عالم المعرفة) .
و يبدو أن
المجمع الصناعي العسكري الحاكم للولايات المتحدة قرر تغيير
الثوابت الاستراتيجية
لسياسته الداخلية و الخارجية على مستوى الوسائل و ليس
الأهداف ؛
فكان مجيء أوباما معبرا لهذا التغيير .
على المستوى
الداخلي قررت أمريكا اتخاذ تغييرات محددة (ليس هنا محلها) و
على مستوى
السياسة الخارجية قرر الغرب رفع الغطاء عن أنظمة استبدادية لم
تعد تستطيع
توفير الدعم المالي لها ، و قبل التعامل حتى مع الإسلاميين
المعتدلين
لاستيعاب المنطقة قبل انفلاتها باتجاه خصم الغرب الآسيوي الصاعد
على غرار
تجربة السودان التي خشيت أمريكا من تكرارها .
لكن قبول
أمريكا التعامل مع إسلاميين لا يعني دعمهم أو الكف عن محاولات
إقصاءهم ، إذ يبدو أن خطط مناهضة الإسلاميين أصبحت
مختلفة و خفية
و انتقلت
فاتورة تنفيذها إلى قوى إقليمية مرتبطة بأمريكا ، على أمل صناعة بديل موالي
يتولى السلطة بعد إفشال الإسلاميين ديمقراطيا .
السبب المتعلق
بالشعوب هو اتساع رقعة كراهية أمريكا و الغرب لدرجة تهديد مصالح
الغرب بدرجة عميقة لم يعد مقبولا عندها تجاهل الشعوب
و دعم المتسلطين
و ضمان هذه
المصالح بنفس الوقت ، مع تنامي مستوى الوعي الناتج عن الانفتاح
الإعلامي
بعد سقوط حلف وارسو .
السبب المتعلق
بالإسلاميين هو التطور الكبير في الفكر و الأداء السياسي لديهم ، إذ كان
ذلك مرصودا من قبل الغرب عن طريق مراكز و معاهد الأبحاث
و الدراسات المستقبلية
و عن طريق
حوارات طويلة مع قادة الحركات الإسلامية ..
هذا الرصد
الذي جعل الغرب يقتنع بأن مسألة التغيير في المنطقة و صعود الإسلاميين
للحكم أصبح آمنا و أنه أمام نخبة إسلامية ناضجة تقبل
الديمقراطية و التعاطي
السياسي مع الغرب بما يحقق المصالح المشتركة و تستوعب
متطلبات
واقع النظام
الدولي و تنبذ الفكر الراديكالي الإسلامي المتطرف من باب ( عدو عاقل ..)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق