الخميس، يناير 31، 2013

الإسلاميون و الغرب




 
لماذا

قبل الغرب بالتغيير في بلدان الربيع العربي ثم قبل ظاهرا بحكومات يقودها

إسلاميون؟!

تحليلي الخاص هو أن هناك سبب يتعلق بالغرب و آخر يتعلق بشعوب المنطقة و

ثالث بالإسلاميين

سبب يتعلق بالغرب هو الأزمة المالية التي بدأت عام 2008 في الولايات

المتحدة و انتقلت إلى أوروبا و لازالت تداعياتها إلى الآن و كان السبب

القريب و المباشر لها حروب جورج بوش الابن الحمقاء في أفغانستان و العراق و

السبب العميق و البعيد هو طبيعة النظام الرأسمالي (راجع : انهيار

الرأسمالية ، عالم المعرفة) .

و يبدو أن المجمع الصناعي العسكري الحاكم للولايات المتحدة قرر تغيير

الثوابت الاستراتيجية لسياسته الداخلية و الخارجية على مستوى الوسائل و ليس

الأهداف ؛ فكان مجيء أوباما معبرا لهذا التغيير .

على المستوى الداخلي قررت أمريكا اتخاذ تغييرات محددة (ليس هنا محلها) و

على مستوى السياسة الخارجية قرر الغرب رفع الغطاء عن أنظمة استبدادية لم

تعد تستطيع توفير الدعم المالي لها ، و قبل التعامل حتى مع الإسلاميين

المعتدلين لاستيعاب المنطقة قبل انفلاتها باتجاه خصم الغرب الآسيوي الصاعد

على غرار تجربة السودان التي خشيت أمريكا من تكرارها .

لكن قبول أمريكا التعامل مع إسلاميين لا يعني دعمهم أو الكف عن محاولات

 إقصاءهم ، إذ يبدو أن خطط مناهضة الإسلاميين أصبحت مختلفة و خفية

و انتقلت فاتورة تنفيذها إلى قوى إقليمية مرتبطة بأمريكا ، على أمل صناعة بديل موالي

 يتولى السلطة بعد إفشال الإسلاميين ديمقراطيا .

السبب المتعلق بالشعوب هو اتساع رقعة كراهية أمريكا و الغرب لدرجة تهديد مصالح

 الغرب بدرجة عميقة لم يعد مقبولا عندها تجاهل الشعوب و دعم المتسلطين

و ضمان هذه المصالح بنفس الوقت ، مع تنامي مستوى الوعي الناتج عن الانفتاح

الإعلامي بعد سقوط حلف وارسو .

السبب المتعلق بالإسلاميين هو التطور الكبير في الفكر و الأداء السياسي لديهم ، إذ كان

 ذلك مرصودا من قبل الغرب عن طريق مراكز و معاهد الأبحاث و الدراسات المستقبلية

و عن طريق حوارات طويلة مع قادة الحركات الإسلامية ..

هذا الرصد الذي جعل الغرب يقتنع بأن مسألة التغيير في المنطقة و صعود الإسلاميين

 للحكم أصبح آمنا و أنه أمام نخبة إسلامية ناضجة تقبل الديمقراطية و التعاطي

 السياسي مع الغرب بما يحقق المصالح المشتركة و تستوعب متطلبات

واقع النظام الدولي و تنبذ الفكر الراديكالي الإسلامي المتطرف من باب ( عدو عاقل ..)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))