السبت، أغسطس 03، 2013

السنى الوسنان ..




وحائرٍ ذاهل الوجدان ما أنسا      وقد غدا للنوى الوحشي مغترسا
هو الغريب الذي تمتد غربته       لكل أفق بدا في بيده لَعَسا
لا نقطة حكمت أبعاد خيبته       مابين (علَّ) التي في رحله و(عسى)
ولا ظلال همت تحنو على أمل       تطاول البين في تعذيبه وقسا
هو الغريب الذي في جمر غربته       من ربه الواسع الإحسان ما يئسا
خلا إلى لوعة للروح خالصة       بشاطئ للسنى الوسنان قد جلسا
تحوطه هالة للحزن كامدة       على جراح الحشا أقعى صباح مسا
مدارياً بمدار الغيب وحشته       مراوداً لطيوف الحب ملتمسا
لأجلها أوقد الأشجان مرتقياً       إلى مدى وحيها الفتان إن هجسا
كأنما نبضه الوردي مرصدها       فحسه عن مرايا النور ما نعسا
بحيرة من معين الضوء ساجية      بهية أترعت أشجانه هوسا
ظلالها بنمير الضوء قد هُرست       بريقها بعصير الظل قد غُمسا
شفيفة حرة أصْبَتْهُ إذ عكست       بروحها كل ما في روحه انعكسا
روت له حلمه كالفجر صفحتُها      حتى أحس لها من قربه نفسا
أصغى إلى سمتها المحبوب أغنية      ولحنُها ليس في عينيه مقتبسا
بطقسها الهادئ الوضاء خارطة      لقلبه، شرحت في العشق ما التبسا
كأنها خبر لمبتدا دمه      كما القضا سلفاً بعشقه نبسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))