تشعر أن الله معك حين يهتم لك من كان مع الله ؛ ينظر في عينيك مباشرة ، ينفذ برشاقة إنسان إلى ألمك ، معترفا به ، منطلقا منه جاذبا عقلك إلى الإطار العام للوجع الإنساني ، سابرا غور بعض التفاصيل بحساسية نفسية ، ونباهة فلسفية ، متسللا بشفافية روحية إلى كنهك ، كاشفا كم كان الله رؤوفا بك حين منحك رأسمال الألم ، الذي رحل بك عبر محطات متتالية في سبيل اليأس من البشر إلى مدينة اللجوء إلى الله "الحق" ، حيث تستعيد بين يديه "الإنسانية" المفقودة ، و"الحرية" المستلبة ، لتزول الغشاوة التي حجبتك عن جوهر "الجمال" ، الذي يملؤك بطاقة "الحب" اللازمة لفعل "الخير" ..
تشعر أن الله معك وأنت لا تريد أن تتخيل مدى قساوة الحياة لو لم يرسل لك "كل هذا الإنسان"!
تشعر أن الله معك حين لا ترغب أبدا أن تقارف الجهالة بمحاولة وصف أبعاد البهجة التي تجتاح وجودك كلما استرجعت فكرة أن الله خصك بقلب"كل هذا الإنسان" ليخفق حبا لك ..
تشعر أن الله معك لأنك سمعت بمثل كلامه من قبل ، بصيغ مختلفة ، لكن سرا يكمن في "كل هذا الإنسان" جعلك ترى في عينيه ، وتسمع في صوته ، وتدرك في معانيه سلام الله عليك ورحمته وبركاته..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق