الأربعاء، سبتمبر 04، 2013

الغرب غرب والشرق شرق ..!





الآن عرفنا مضمون كلمة باراك أوباما التي ألقاها من حرم جامعة القاهرة في بداية ولايته والتي كانت موجهة للعالم الإسلامي ؛ إذ لم تكن تلك الكلمة إلا محاولة لإزالة ما رسخ في أذهان المسلمين من كون بلاد العم سام ليست إلا الوكر الصهيوني الأكبر الذي ظل وسيظل يرى منطقتنا خالية من البشر الذين يستحقون الحياة غير شعب الله المختار .. وحسب الدكتور العريان (الآن سقطت ورقة التوت عن الجميع)

 جريمة الربيع العربي أنه جاء بحركة الإخوان المسلمين وحلفائهم وجريمة هؤلاء وغلطتهم الكبرى أنهم خطر مؤكد ليس على شعوب الغرب ومصالحهم بل على الصهيونية التي تقف وراء جميع مشكلات الجنس البشري .. وأقصد بالصهيونية دوائر صناعة القرار في هي أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وما إسرائيل سوى طليعة متقدمة لها ..

لذلك شعار (الإسلام هو الحل) يعني أن الإسلام هو المشروع الإنساني المتكامل الذي سينقذ البشر من براثن الصهيونية التي تعرت كما لم تتعر من قبل بسياستها الأنانية الصادمة تجاه شعوبنا و رد فعلها المتوحش على الربيع العربي الذي لولا أموال إماء الصهيونية في الخليج لما تمكنت الصهيونية من وضع كل هذه المشكلات في طريقه على أساس أن الصهيونية تخشى صحوة الشعوب الغربية في زمن السماوات المفتوحة ولذا فضلت حكوماتها الغربية عدم الظهور في الصورة بل هي تتعاطى التصريحات والتهديدات كما لو كانت ضد ما يحصل في سوريا أو مصر ..
على أبعد تقدير يمكن القول أن في خلاص المسلمين من لعنة النفط الذي بدأ ينضب بداية تاريخ جديد للمنطقة و للعالم ؛ حيث سيحتكم العالم لمرجعية سياسية غير المرجعية الصهيونية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن


 مشكلة الصهيونية مع الشام ومصر لها وجهان بعملة العداء الأبدي:

1- وجه اقتصادي قريب المدى
هي تسيطر على اقتصادات الغرب عبر الرأسمالية والتحول الديمقراطي في مصر وسوريا معناه ولادة قوة سياسية اقتصادية تشكل مع تركيا قوة عظمى تهدد سيادتها الاقتصادية المهددة أصلا من شرق آسيا .. فضلا عن غرق طليعتها إسرائيل في بحيرة معادية!

2- وجه فكري بعيد المدى
نجاح التحول الديمقراطي في الشام ومصر معناه ولادة قوة فكرية ثورية إسلامية على شكل أنظمة تهدد الفكر الذي تضخمت على أساسه ثرواتهم ، وتقدم للبشر حلولا عميقة لمشاكله التي سببتها الصهيونية وأدواتها المادية المختلفة والمتناقضة ؛ مثل مشكلة الفراغ الروحي واضمحلال الإنسانية والمشكلة الأخلاقية والمشكلة الاجتماعية ومشكلة الاقتصاد إذ تعد مرتكزات الاقتصاد الإسلامي وفي القلب منه مبدأ تحريم الربا الحل الجوهري لما حل في الغرب من أزمة فقاعات مالية متفجرة ولهذا يرفض الصهاينة في الغرب الاعتراف بذلك لأن مصالحهم ستتضرر ولإن ذلك يعطي للفكر الإسلامي نقاطا مجانية ولهذا رفضت النخبة المالية الأمريكية فكرة تغيير نظام الاقتصاد الغربي التي طرحها اقتصاديون كبار في أمريكا.. ويتوقع هؤلاء المفكرون حدوث أزمات جديدة في الغرب..


الغرب لن يدعم الحرية في منطقتنا لأن الصهيونية هي التي تتحكم به..
الصهيونية قامت بإفراغ (الإنسانية) في الغرب من مضامينها ؛ فالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي ألفاظ يحدد معانيها السياق الرأسمالي ومصالح الشركات المسيطرة التي تفرض تصورها الأحادي للإنسان وللحياة تربويا وإعلاميا وتشريعيا .. بل ودينيا من خلال الإبقاء على الكنيسة والطقوس الدينية الكبرى مثل الاحتفال بميلاد المسيح سدا لما يمكن أن ينشأ من فراغ روحي وقطعا للطرق عن أي فكر آخر يأتي من خارج السياق الرأسمالي..
بمعنى آخر : احتكار الثروة والسلطة في الغرب لم يعد بأساليب العصور الوسطى يوم كانت الديكتاتورية والإقطاع والكنيسة مثلثا لاحتكار الثروة والسلطة ، لكنه أصبح يتم بطرق عصرية مغلفة بالقانون والتحضر ؛ فمشكلة الثورات في أوروبا أن الماسونية التي أنشأها اليهود هي التي فجرتها عن طريق خداع الجماهير بالحرية والإخاء والمساواة ، ثم بالليبرالية التي تقوم على:

1- الحرية الفردية
هدموا بها الأسرة والأخلاق فأصبح الغرب حانة للخمر وماخور للبغاء

2- الرأسمالية
سيطروا بها على المال ، حتى أصبح الغرب شركة كبيرة تقرر ما تشاء حسب مصلحتها



3- الديمقراطية
سيطروا بها على الحكومات لدرجة أنهم اصطنعوا لعبة اليمين واليسار (راجع كتاب: لعبة اليمين واليسار للمفكر العراقي/د.عماد الدين خليل) فدعموا حزبين فقط يختلفان في أشياء بسيطة ويتفقان في الخضوع للصهيونية وأهدافها

4- العلمانية
أبعدوا بها الكنيسة عن السلطة لتصبح بيدهم "حقا أرادوا به باطلا" لأن الكنيسة كانت متسلطة لغرض التسلط ؛ إذ لا يوجد تشريع مسيحي ، لذلك رغبة منهم في محاربة الإسلام أسقطوا تجربة العلمانية في الغرب على العالم الإسلامي عن طريق أزلامهم ، رغم أن الإسلام عقيدة وشريعة والشريعة تتضمن أسسا للتشريع في كل مجالات الحياة .

نتيجة :
الإنسانية في الغرب شعار تجاري وليس معتقدا ؛ فإن كان الإنسان


الغربي واقع تحت القهر ؛ فلا يستطيع أن يختار إلا من حزبين وهو خاضع لقوانين تضعها الشركات المسيطرة ، وإن كان مسلما ملتزما فهو عرضة للاتهام بالإرهاب ، وإن أنكر الهولوكوست تم تغريمه وهو ينتحر في السويد (مثلا) لشعوره بتفاهة الحياة (الإنسان عندهم حيوان ذكي جاء صدفة فتطور والدافع الرئيس لسلوكه الجنس) فالصهيونية فرضت تصورا أحاديا عن الحياة ؛ فكيف ننتظر دعمهم لأمة ذات رسالة ؟!!

الخلاصة :
- ليس هناك قيم مطلقة في الغرب بل قيم مرتبطة بالنفع المباشر ..
إذن الغرب لا يحمل أي رسالة إنسانية للبشر والاستقرار فيه مرتبط بالطفرة الاقتصادية وتنظيم السوق ..
أضف لهذا سيطرة الصهيونية .

الصراع مستمر بين طرفين :

1- الباطل ورأس حربته الحركة الصهيونية التي تراهن على طمس الحقيقة عن الشعوب وعلى ما تمتلكه من سيطرة على المال والإعلام و ما لها من نفوذ في حكومات ومؤسسات صناعة القرار في الغرب وما لها من سيطرة على مخابرات وجيوش وحكومات ونخب في منطقتنا .

2- الحق ورأس حربته الحركة الإسلامية التي تراهن على ربانية رسالتها للبشر وعلى وعد الله بالنصر وعلى صدق قادتها وقواعدها البشرية وعلى اتساع دائرة أنصارها وعلى التفاف الشعوب حول برنامجها وعلى ضمائر الشعوب الحرة التي عرفت الإسلام وعلى صمود قادتها وقواعدها في نضالهم المستمر لتعرية الصهيونية وأزلامها أمام كل الشعوب .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))