الاثنين، سبتمبر 01، 2014

شذى الخلود



وجودك في الكوكب الدائر
على رغم سم الأسى الغادرِ..

وجودك أنت، الذي قد بدا
هنا أوهناك بلا آطر ..

بلا جامع مانع ثابت
يحيط بإيمائك النادر ..

بلا وصفة فذة ترتجى
ولا مظهر حاصر قاصر ..

بلا جدول زمني ولا
حدود على ومضك الباهر ..

وجودك حتى وإن زارنا
على لحظات المدى العابر ..

على لحظات سعت للفنا
تباعا إلى ثغره الفاغر ..

فتنسل أنت بلا ضجة
إلى ماوراء المدى الساتر ..

ليجرفنا بعدك المنتأى
إلى طمي ديدنه الساخر ..

عدا هامس منك يبقى على
مرايا جرت في دم الشاعر ..

وجودك هذا بما قد بدا
عليه من الفاتن الناضر

شذى من عوالم خلد سرى
على رغم عالمنا الصاغر

وعطر يشرف روح الدنى
مشيرا إلى أصله الزاهر

يهامس كنه وجودي كما
يلح على وعيه الغائر

وجودك باب لسر الضيا
وتذكرة للمنى الذاكر

وأحلى تواقيع قلبي أنا
على طبقات الهوى الطاهر

وجودك مربط خيلي أنا
ومأوى قصيد "الأنا" الحائر

ومعزوفة غير عادية
تناهت من العالم الآخر

أراك فتبرق كينونتي
وتزوى المسافات في ناظري

ويعبرني الدهر في لحظة
بكل رقيق الهوى آسر

وألمح فيه الذي لم يرد
بسفر وما مر في خاطر
((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))