الأحد، مارس 25، 2012

ترنيمة الصمود




(1)



وقفتَ فعادتْ إليكَ الطلولُ

نوافذَ وعدٍ لِبابِ القدرْ



و عادَ إليكَ النسيمُ العليلُ

و عادَ الأصيلُ و عادَ السَّحَرْ



و عادتْ (بُثَيْنُ) الحَصَانُ البتولُ

كأنَّ شذى وَرْدِها ما غَبَرْ



فَحَلَّ فؤادكَ منها (جميلُ)

و فجَّرَ فيكَ الذي ما انفجرْ



حناياكَ ذَوْبٌ عليها يسيلُ

و شلّالُ وَجْدٍ إليها انحدرْ



و ليسَ لقلبكَ منها رسولُ

سوى كائنٍ هامسٍ منْ خَفَرْ



تراءى على كلِّ بيتٍ يجولُ

كشوفاً لِوجدانِكَ المُستعِرْ



فلاقى شغافكَ منها القبولُ

و وعدُ المواعيدِ فيها استقرْ



(2)



وقفتَ فَحَيَّتْ هواكَ السهولُ

و في راحتيها ولاءُ الشجرْ



و سارتْ إلى مقلتيكَ الحقولُ

و خُضرُ الحكاياتِ عندَ النَّهَرْ



و شَدَّتْ بِشوقٍ إليك العقولُ

ركائبَها منْ منافي الفِكَرْ



و منْ كلِّ عُمْقٍ تعالى صهيلُ

 فأنعشَ أُفْقَ الصَّبا المُحتضَرْ



و أينعَ منْ كلِّ جرحٍ رحيلُ

و منْ كلِّ حُزْنٍ عتيقٍ سَفَرْ



على صدركَ الرَّحْبِ كان النُّزولُ

و منهُ تجلى إليكَ الممرْ



على شرفةِ الروحِ أنتَ البديلُ

و من خانقِ العيشِ أنتَ المفرْ



دماؤكَ للراحلينَ السبيلُ

و قلبكَ للثائرين المقرْ



(3)



سليلَ الميادينِ أنتَ الهطولُ

على بؤسِ أيامنا ينهمرْ



ربيعٌ توالتْ عليهِ الفصولُ

فغالبَ أنواءَها و ازدهرْ



هتفتَ و ضوءُ الحنايا قتيلُ

بكلِّ فجاجِ الفِصامِ القذرْ



فغادرَ أحلامَنا المستحيلُ

يجُرُّ ذليلاً ذيولَ الضجرْ



و رَقَّ الزمانُ الكثيفُ الثقيلُ

و صوتك في العالمينَ انتشرْ



و رَفَّ على الروحِ ظلٌّ ظَليلُ

يداوي بأعماقهِ ما انفطرْ



لقدْ غابَ منهمْ هناك الفلولُ

و كلُّ شهيدٍ لدينا حضرْ



و ما نالَ منكَ الشقيُّ الجهولُ

و كنتَ المظفَّرَ و المنتصرْ



تلاشى الدُّجى المُسْتبدُّ الدخيلُ

على وقع تيارك المستمرْ



فَلَيْلُ قراصينهمْ يَسْتقيلُ

و فجرُ المرافئ ها قدْ ظهرْ



(4)



لأنتَ بِرَيبِ الدروبِ الدّليلُ

و طولَ المسافاتِ كنتَ الوطرْ



بكلِّ الميادينِ أنتَ الفضيلُ

و أنتَ المفضلُ بينَ البشرْ



لمعنى الحياةِ اصطفاكَ الجليلُ

غضارةَ غُصْنٍ شهيِّ الثَّمرْ



أراك و أنتَ العفيفُ النبيلُ

خطفتَ فؤادي بلمحِ البصرْ



أراك بأغوارِ حسي تصولُ

و لمْ تُبْقِ منْ مُهْجتي أوْ تَذَرْ



تمكنتَ مني فماذا أقولُ

و عقلي على ضفتيكَ انصهرْ؟!



أنا – يا شقيقي – طواني الذهولُ

و أطلقني في سماءِ الصورْ



و أخضعني الصّولجانُ الصقيلُ

بأصفى المرايا و أنقى الدُّرَرْ



و أسكرني صفوُكَ السلسبيلُ

كأنكَ أشهى طيوفِ المطرْ



بكلِّ المحطات أنتَ الوصولُ

لكلِّ المساءات أنتَ القمرْ



(5)



وقفتَ و للموتِ شكلٌ مهولُ

كأنكَ فجرَ الحياةِ الأغرْ



(أخي) أنتَ روحي فأنى تزولُ

و ربكَ أدرى بما قدْ فطرْ ؟!



و ليسَ لكَ اليومَ عندي مثيلُ

فأنتَ القضاء و أنتَ القدرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))