الجمعة، سبتمبر 14، 2012

طفل في نافذة محمد

o                                             


                                              
عاينت و عانيت
القلق الداهم
الذي اعتدى بقسوة
على الورود الغضة
للربيع الرابع
للصغير (أسلم)
يوم لم أجد بدا
من الحوار معه
أول مرة
عن الموت و المقبرة!
إذ جاء ملهوفا
بعد موت أحدهم
يحدثني بانفعال
و بلغة عسيرة
شحيحة الكلمات
طافحة الأنفاس
عن موكب جنائزي
سرى حزن مشهده
في أعصابه الطرية
...
( هل سأبقى أناديك : يا أبي
حين أتزوج ؟!)
سألني يوماً
- قبل يوم الجنازة -
بعد عودته
من حفل زفاف!
و هو قلق
من أن تكون
اللعبة المسلية
التي يلعبها الكبار
هي بداية مرة
سيتجرع يتمها
حيث لا يمكنه
أن ينادي بنشوة
يا أبي يا أبي !
...
لا مهرب أمامي
بعد أن احتضنته
و قبلته بحنان
من حوار رزين
يعيد رسم الموت
على ناصع وجدانه
بما أسعفني الله
من لغة وردية
...
قلت له الحقيقة
و تالله لقد رأيته
و سنونوتان للخوف
صعدتا من عينيه
و انتحرتا بألم
على جدار الصمت ..!
...
بعد أيام كثيرة
من الأسئلة و التحقيق
تعلم الرضى
بأن لا مناص لأحد
من الظلال الداكنة
في الطريق المحتوم
للأبد الأخضر
...
عرفت بحرارة
عظمة إبراهيم
و موسى و عيسى
و محمد الخاتم
الذين نصبوا
نافذة الإيمان
في المتاهة المخيفة
حيث أشعر بحزن
بالرعب الوجودي
ينهش بصمت
قلوب أطفالكم
في غابة الاستهلاك
بعد أن حظرتم
كلمة الله
إمعانا في الهروب
من ألم فظيع
لم تجدوا له إكسيرا
في الحلقة الضيقة
من فراغ الشهوات ..!
...
كلما شتمتم
رحمة العالمين
تضاعف اللائذين
بأمان نافذته
فأغلب من حولكم
بشر معذبون
يا جنود السامري..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))