الأربعاء، سبتمبر 04، 2013

سر وردتنا ..!




للحقيقة صوتٌ يتردد من رابعة القاهرة و لون يتمدد من غوطة دمشق ..



هي الأرضُ
ترنو إليكَ ..

وتهفو
لما في يديكَ ..
من الوعد والوردِ
والقطر والعطرِ ..

ما في شفاهكَ
من بهجة الروحِ ..

ما في فؤادكَ
من قامةٍ فارعهْ

هي الأرضُ
ساقتْ
إلى دربكَ الفذِّ
غيمةَ شوقٍ
لِعزمكَ ظُلَّهْ

وسَكَّتْ
لمشروعِ حُبكَ
من نبضها الحُرِّ
أصدق عُملهْ

وأبْدَتْ
لِمِيعادِ وَفدكَ
أهلاً
ومِقدامِ جُرحِكَ
سهلاً
..
أعدَّتْ
لمعطاء قلبكَ
وصلاً
..
أسَرَّتْ
لقِنْديلِ سَمْتكَ
تيَّارَ قُبلهْ
مُعَتَّقَةً
بلظى الاغترابِ
ومشحونةً
بالمُنَى الجامعهْ

هي الأرضُ
مَلَّتْ
سوى من خيالكَ
..
ما عاد شيءٌ
بأسفار "جوجلَ"
يحفظُ أعشاشَها
غيرُ جُملهْ!

عبارةُ وَعْدِكَ
قد أودعتْها
حريرَ إباءٍ
يشدُّ
– إلى أنْ تعودَ –
جدائلَ أحلامِها الماتعهْ

هي الأرضُ
مَلَّتْ زمانَ المَواقعْ!

فَعَنَّ لها
وجهُكَ السرمديُّ
بأقصى المواجعْ
على أفقِ اللحظة الفاجعهْ

فَحَنَّتْ له
كنزَ عشقٍ عتيقٍ
عميقٍ ورائعْ

تلألأَ في هالةٍ
من غموضٍ رقيقٍ
شهيِّ الدوافعْ

فَهَبَّتْ
لتجمعَ وجهكَ ..

شَقَّتْ
عبابَ التقاسيمِ
طافتْ
جميعَ الأقاليمِ

كلَّ المحطاتِ
كلَّ الزوايا

وليلَ التعاساتِ
خلفَ الشوارعْ
بأحداقِ أعماقها الجازعهْ

تُلَمْلِمُهُ
من سطور السماءِ
ومن حكمة الأنبياءِ

تُسَوِّدُهُ
من بقايا الرجالِ
ومن عرصات النضالِ

ومن نفحات الزمان المُقارعْ
بطاقةِ إيمانهِ المانعهْ

تُلَوِّنُهُ
بقعةً بقعةً
من طريقٍ طويلٍ
وعاماً فعاما

إلى ثُلَّةٍ
بذرت فجرَها
ذات ليلٍ خياما

أفاقتْ
فأحيتْ كرامتها
بالسلام اعتصاما

فصارت نهاراً
لخُضْرِ المَرَابعْ
بِرِقَّةِ أنسامِها الوادعهْ

تُوَقِّعُهُ
من دَمِ الشهداءِ
التي فضحتْ
شبكاتِ المطامعْ
ومكرَ زعاماتها الطامعهْ

تُنَمْنِمُهُ
من وجوهِ البراءةِ
مما تبقى بِشِبْهِ أراجيحَ
أو في حطامِ المدارسِ
أو في المَراضعْ

ومما تبقى
بأكواخِ "آيسْ لاندَ"!
مما حَوَتْهُ الرواياتُ
عن كائنٍ كان يوماً
يُسمَّى ب"إنسانَ"
لم يبقَ منه
سوى نكهةٍ
من مداد المطابعْ
وأنَّاتِ أرواحهِ الدامعهْ

وفي "غوطة الشام"
أو "رابعهْ"
ل"حُريةِ الناسِ"
كنتَ وفياً
فَصَبُّوا دماءكَ
أنخابَ رُعْبٍ
تُمزقُ أكبادَ جَمْعِ النَّدامَى
وتكشفُ ألعابَ نادي الحقارهْ

لقد عافتِ الأرضُ
ليلَ المَغَارهْ!

وملَّتْ صراخَ الوطاويطِ
فيها
وإفكَ الذين دَعَوْها حضارهْ

و"قارونُ"
خادمُ بيتِ الحرامِ
يُعيدُ "سجاحَ"
لمجدِ المواخيرِ
تاجِ فتوحاتِ مالِ الدعارهْ!

جوائزُ "نوبلَ"
أمستْ رماداً
و ذَرََّ هباءْ

كأوراقِ نقدٍ
تعاني التضخمَ
دونَ غطاءٍ
ودونَ انتماءْ

وبارودُ "نوبلَ"
يلقى الصدارهْ!

و"شيلوخُ" يَخْطُرُ
عشرين قُبْحاً
لِتسويقِ
أوصافِ وجهِ القذارهْ
بِخُبْثِ طَوِيَّتِهِ الهالعهْ!

هي الأرضُ
ضجَّتْ ..!

أما في فضاء الحواسيبِ
إلا سديم الأكاذيبِ
في عتمة الهُوَّةِ الواسعهْ؟!

هلِ الأرضُ صارتْ
فُقاعةَ رَيْبٍ
وإرثُ الورى كلُّهُ
"شائعهْ"؟!

وهل شيَّدوا نفقاً للنوى ..
عَبَّدوا الدربَ
حتى المجراتِ
كي يرجعَ "العِجْلُ"
رَبَّاً يُسَمَى "المصالحَ"
في هيكلِ "القوة الرادعه"؟!

وفي "غوطة الشام"
أو "رابعهْ"

إذا سمَّمَوا
- كالصراصير -
أطفالنا ..
أطلقوا نحو فتياننا
 من كهوف الردى
 الذئبةً الجائعهْ!

فَمِلَّتُهم ؛ صَهْيَنَهْ!
وساستُهم
عند هيكلها الكهنهْ
وغايةُ غاياتهم
هيمنهْ

ومن حقهم
أن نجيدَ الحياةَ
أمانيَّ مخنوقةً
بالبكاءْ!
بفضلِ استراحاتِ وحشِ الفناءْ

بما منحوا من صكوكْ
لشرذمةِ العملاءْ
ومن حجَّ من رؤساءْ
ومن نَصَبُوا من مُلوكْ
لأنصابهم راكعهْ
ونحن القرابين
نحن الدماءْ
لكل زياراتها الضارعهْ

ومن "غوطة الشام"
أو "رابعهْ"
 أراك ندى
أُمَّةٍ طالعهْ

وأسمع صوتاً
كصوتِ "بِلالْ"
يُسَفِّهُ أحلامَ دِينِ الريالْ
يحطم أوثانَهُ التابعهْ

أرى "مكةً"
دون كِبْرٍ وطيشْ
مَبَرَّأةً
من سُمُوِّ "قُريشْ"
ولعنةِ "طفرتها" الخادعهْ

أرى قُدُساً
من سنى الأنبياء
تؤيده بركاتُ السماءْ
سيظهرُ
في لحظةٍ قاطعهْ

سنشعلُ جُرحَ الذُّرا
بالدموعْ
سنصنعُ شمسَ الورى
من شموعْ
لنبدأَ
صفحتنا الناصعهْ

عرفنا طريق الهوى
من جديدْ
فأبصارنا اليوم
صارت حديدْ
إلى سِرِّ وَرْدَتنا الضائعهْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))