الجمعة، أكتوبر 04، 2013

الشرق .. وأشجان أخرى .






الشرق

يأخذني الشرق
إلى نبضهِ
فأراك هناك
درة فتوحات البناء الضوئي
وذروة الأمجاد الذهبية
بتاريخ الشمس الأخضر!

الفجر

يأخذني الفجر إليك
قبل شروق الشمس
وبلاستيدات روحك
مغمورة بالأزل
فأراك بروحي
نشوة من ذي العرش
تكرعني بثغرها
ذاك الذي انفتح
من ردم ناموس الأبد ..

الأرض

الأرض
المتشحة بالريح
المتلفعة بالحزن الأسود
فرزة نزيف حاد
لأشجان الزمن المر
تحت سماء ثكلى
تذرف صقيع الغربة الشاملة
...
هناك - يا رفيقي - فقط
ظفر جرحي بدمك
فتجلى تحت الجليد
طريق وضاح لاحب
يخترق الوحشة
إلى دنيا لا تقل
عن أبعاد الدهشة
..
دنيا لا تزيد
عن وردة تختبئ
خلف صرير الأقلام
 ..
في هذه اللحظة
حيث الأرض التي تركها آدم لأولاده
زمردة سماوية نادرة
ترتمي على ظهر "فاجين"* الأممي
مع عهد "الأخوات السبع" القديم
وسفر الوفاء
الموروث عن جده الأكبر "شيلوخ"
في صرة قذرة
مشبعة ببقع الدم والزيت
يجتاز بها - لاهثاً - صحراء عناده
يبشر الناس
ويتركهم مختنقين
كلما تحدث عن "الإنسان وحقوقه"
بروائح "الويسكي" و "الفودكا"
المعتقة من عصور "العقلانية" و"التنوير"
المتصاعدة من فمه الأبخر النتن !
‏...
في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة!
حيث لم يترك لنا "فاجين"
بعد أن احتكر الأرض لنفسه
غير هذا الهلام الفضائي الأسود الدبق
المجهول الشكل والملامح
حيث لا يرى أحد أحدا
‏...
في هذه اللحظة يأخذني الليل - يا رفيقي -
إلى همسك المضمخ بعطر القوافل
فيشع حلمنا الغارق في أعماق الشرق
لتظهر من جديد
رويدا رويدا في البعيد
آفاق مدانا المغتصب
وبوادر خارطة طريق
محفوفة بعقيق نبضنا الأحمر
مفروشة بسمائنا اللازوردية ..

أيلول

يأخذني أيلول
العابر في شفتيك
عبر شآبيب الأمطار
لحقول السنابل المضمرة
في راحات مهجتي الضارعة
ــــــــــــــــــــــــــ
* فاجين : الشخصية المحورية في مأساة الطفولة "أوليفر تويست" للكاتب الإنجليزي تشارلزديكنز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))