الأحد، أكتوبر 27، 2013

الجنوب العربي !!!!





الخط الفاصل بين شمال اليمن وجنوبه إرث استعماري خالص ولا علاقة له بالظلم الذي حدث لشرق وجنوب وشمال جغرافيا الوطن الواحد؛ كما أن الوحدة حدثت بين شعبين متحدين أصلا قبل أن تكون بين نظامين استبداديين منفصلين أصلا ..

من يتمسك بإرث الاستعمار كحل لمشكلة وطن يتطلع للكرامة، فهو لا زال محشورا في قوقعة مصالحه الأنانية المرتبطة بمصالح مستعمرين جدد يجمعهم العداء لنهضة أمتنا العربية والإسلامية ..

من يلعب بورقة الوحدة على طاولة السياسة هو كمن تجعل عرضها ورقة لعب على طاولة تجار الدعارة ..

من يظن من الجنوبيين أن الإنفصال هو الحل لمشكلته أحد اثنين:

- غاضب جاهل، عليه أن يقوم بترشيد غضبه بالوعي الحقيقي لمصالحه ومشكلاته وبالسبيل الأنسب لحلها في إطار وطن واحد ..

- أناني مريض يسعى لصناعة طغاة جدد، بدا طغيانهم من سقوطهم الأخلاقي بتبعيتهم لمشاريع خارجية معادية لوطننا وشعبنا .. وهذا الأناني يرى أن سبيل استفادته من الثروة هو تلازم ضروري بين دولة جنوبية ونظام استبدادي!! دعك من الألغام الأخلاقية والتاريخية والأيديولوجية والديموجرافية والاجتماعية والسياسية والاستراتيجية التي تختفي بين هذا الحل وتنعمه بالثروة!!

إن كنا نظن أن التقزم هو ما سيضمن كرامتنا فإن الأجدى أن لو كان الله خلقنا
دواجن تعيش ضمن وطن صغير يضمن - إن سلمت من الثعالب - عيشها الممتد إلى جوعة راع ذي سكين حادة قرر أن يستمتع بوجبة لذيذة !!

أما دعاة الانفصال من الشماليين إن تأملت لوجدت أن مرضا نفسيا مركبا يجمع شملهم؛ هو "مازوخية رهاب الديمقراطية" !!! أليس كذلك؟!

 هل يظن البعض من ذوي النزعة الانفصالية أن وفاءهم للإرث الاستعماري المتمثل بالخط الفاصل بين ما كان يعرف بشطري اليمن سينفخ الروح فيما لم يعد غير مومياء محنطة في متحف الأفكار التي عفا عليها الزمن؟!

العكس هو الصحيح؛ فهذا الإصرار على إرث استعماري كأساس لشكل وطن مستقل سيؤكد انتهاء بضاعتهم المزجاة التي من الواضح أنهم يؤمنون بانتهاء صلاحيتها؛ حين يغازلون بدناءة أطرافا مشهورة بعدائها لليمن وحريته ونهضته ..!

هل يظن هؤلاء القادة أن الجنوبيين - إن قبلوا - انفصالا جزئيا أو كليا سيتخلون عن الخيار الديمقراطي لصالح أي شكل من أشكال الوصاية الخارجية عن طريق أبطال الغزل المحرم؟!

ألا يعلم هؤلاء أن الربيع العربي جاء - وسيستمر - من أجل المدنية التي أساسها الحرية التي أساسها الديمقراطية التي أساسها الانتخابات التي هي الاقتراع الحر والمباشر لاختيار ممثلي الأمة حسب تمثيل نسبي عادل .. بحيث يتم كل هذا على أساس دستور يشارك في كتابته الجميع قبل أن يستفتى عليه الشعب وينبثق عنه القوانين التي تضمن حقوق الأغلبية والأقليات وليس حقوق الأقليات السالب لحق الأغلبية كما يحب أولاد الاستعمار أن يتفلسفوا ..


 الجماهير خرجت من غيبوبتها القديمة التي أتاحت لطغاة الأمس خداعها بشعارات براقة قبل أن ينقلبوا عليها بمصادرة الثروة والسلطة وكل أنواع الحريات ابتداء من حرية أداء الصلاة إلى حرية الحلم بما يخالف الطغاة !

الجماهير اليوم تعلم تماما ماذا يعني الاحتفاء بإرث الاستعمار المتمثل بخط
تشطير الوطن سيء الذكر .. الجماهير تعلم أن مثل هذا التنظير المريض ذي
اللغة الاستعلائية المعتمدة على "الخارج" لا يلجأ إليه سوى مفلس باحث عن أعتاب سفارة تعيد تسويقه بضمانة بنكية ليكون الوارث المستفيد من جريمة
اغتيال حلم الشباب اليمني بالمواقف التي تستهدف شق الوطن رغبة بالسيطرة والتسلط ..

هل نسي البعض أن فلسفتهم العمياء ما كانت لترى النور لولا الثورة الشبابية
التي أسقطت الاستبداد وهي مستمرة صوب بناء وطن واحد يأخذ شكله من جهة واحدة فقط؛ هي مصلحة الشعب اليمني الواحد من الغيظة إلى ميدي ..

بل بعض هؤلاء يريدون تغطية جريمتهم بحق أمتنا بالمغالطة المفضوحة التي تثبت الهوية العربية في شعار "الجنوب العربي" فيما هم ينفذون حلما صهيونيا
ليطعنوا الهوية العربية في مضمون هذا الشعار؛ بتقسيم قطر عربي إلى قسمين !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))