يرى د. عبدالوهاب المسيري أن العلمانية الشاملة والإمبريالية وجهان لعملة المادية الغربية التي تعني أن كل شيء مادي تاريخي زمني نسبي لا قداسة له بما في ذلك الإنسان ..
فالعلمانية هي النظرية ؛ وأن الإمبريالية هي الممارسة ، لكن الممارسة أخذت شكلين:
1- الإمبريالية الداخلية (في الداخل الأوروبي والأمريكي) ، التي هي فرض الواحدية الطبيعية/المادية على المجتمع الغربي ، أي ترشيده في الإطار المادي لصالح الطبقات الحاكمة .
2- الإمبريالية الخارجية (في بقية العالم) التي هي فرض الواحدية الطبيعية/المادية على بقية المجتمعات غير الغربية ، أي ترشيدها في الإطار المادي لصالح المجتمعات الغربية .
والترشيد ؛ إعادة صياغة الواقع بالشكل الذي يحقق التقدم المادي فقط بعيدا عن الدين والإنسانية ؛ فيختفي الإنسان الفرد الحر الواعي المسؤول أخلاقيا واجتماعيا ويذوي كيانه ليصبح جزءا لا يتجزأ من المادة وكائنا أحادي البعد بسيطا، محدود الثقافة والتعليم، عادي الذكاء، محدود الطموح، إلا فيما يتعلق بالسلع، ترضيه القصة البسيطة غير المعقدة، ويستهويه أفلام الجريمة والعنف وأخبار الفضائح والكوارث.
*المصدر:العلمانية تحت المجهر126
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق