الخميس، نوفمبر 28، 2013

الإنسان .. ذلك الرائع!




جمال الإنسان حقيقة واقعية يدعمها القرآن ((في أي صورة، ما شاء، ركبك)) فجسد الإنسان صورة للذات المخاطبة .. ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم))
..
لكن القرآن ربط هذا الجمال بالحق والخير ربطا لازما ((ثم رددناه)) من أحسن تقويم إلى ((أسفل سافلين)) يصير قبيح الروح والجسد كذلك [لا فصل بين الروح والجسد في الإنسان] ؛ فمهما بلغ جمال امرأة وهي شريرة أو ساقطة فالناس يعلمون - حتى مستغلوها - أنها "شريرة" أو "ساقطة" ؛ ولذا هي تعجب "الإنسان" الذي لم يبق من إنسانيته غير "الحيوان"؛ أي لا تعجب "الإنسان" الجميل، بل "الحيوان" الذي ينحدر إلى الشذوذ الذي يستغني حتى عن "الجمال الجسدي" ويبحث عن "القبح" فقط ..
((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ..)) يحافظون على جمال "الإنسان" كما خلقه الله ..

وفي الحديث (فاظفر بذات الدين) لأنها تحافظ على درجة "أحسن تقويم" من جمال الإنسان ..

وفي الحديث (احذروا خضراء الدمن) وهي (المرأة الحسناء في المنبت السوء) لأن جسدها يبدو للبصر جميلا، قبل أن تراه البصيرة قبيحا بعد رؤيتها ل"الإنسان" ككل .. [الإنسان كل لا يتجزأ إما جميل أو قبيح] ..

إذن لا معايير محددة ثابتة للجمال الجسدي الإنساني

 الشكل الجسدي - عدا حالات العيوب الشاذة - جميل ابتداء ؛ لكنه قد يصير قبيحا لارتباط الروح بالجسد ارتباطا محكما ولا يرى هذا القبح غير "إنسان"
..
ولما كان الجمال في الإسلام إنسانيا (حقيقة في "إنسان" رائي و"إنسان" مرئي) أوجب العفة والحجاب "لاحظ: حتى على كبيرة السن" وغض البصر إجلالا لجمال الإنسان وإكراما وصونا .. حيث يحصل كل "إنسان" على حظه من جمال زوجه ، ولا يوجد امرأة أقل جمالا "يسمونها ضلالا قبيحة" محرومة من الاستمتاع في حظها من جمال وإعجاب إنسان جميل يختارها زوجا لأنه يرى جمال جسدها من خلال إدراكه لجمالها الإنساني وليس من خلال تجريدها عن إنسانيتها والنظر إليها كجسد مادي .. ولذا تجد في المجتمع الإسلامي الأول من عمره 25 يتزوج ممن عمرها 40 وتجد كل نساء المجتمع ورجاله يتزوجون ..

في المجتمع الغربي تجرد الناس من جمالهم الإنساني فصاروا حيوانات بل أضل "الحيوانات بعضها يستطيع تكوين أسرة"!!
نظروا للمرأة من خلال جسدها وبمعايير صعبة ؛ فشقي كم هائل من النساء لأنهن أقل جمالا فضلا عن مشكلات التقدم في السن ومشكلات البرود التي نتجت في عالم غرائز حيواني يحتاج في كل مرة لقبح حيواني أكبر لإشباعه رغباته الشاذة .. 

 ملاحظات:

- يكفي وجود إنسان "آدمي صالح" ليرى جمال إنسانة، آدمية صالحة، لأن جمالها حقيقة فطرية إنسانية حافظت عليه بصلاحها ولم "تتحيون" وأدركه هو لأنه لم يتحيون ..

- الفوارق في الألوان والأشكال البشرية لا تؤثر في كونها كلها لكائن جميل اسمه إنسان ..

- محمد صلى الله عليه وسلم أحب خديجة أكثر من عائشة لأن جمال خديجة الإنساني تفوق على جمال عائشة رغم تفوق جمال عائشة الصوري على خديجة كثيرا ..

- حث الإسلام على الظفر بذات الدين لأنها الأجمل لمن رأى الحصول عليها "ظفرا" لوقوعه تحت تأثير جمالها الإنساني ..

- سن الإسلام النظر للمخطوبة مراعاة لما قد ينشأ من مشكلات ناتجة عن تفاوت البشر في مدارج الإنسانية ..

- في بلاد الغرب لم يرتبط جمال الجسد بالإنسانية ولذلك عم السفور "الحيوانات لا تلبس" والشذوذ .. 

- في الإسلام كل جسد جميل وهذا الجمال مرتبط بالجمال الإنساني ولذا رفع الإسلام مقامه وصانه بالحجاب والعفة ولأن من الجمال الإنساني عدم الاستمتاع بما هو للآخرين ولأن هذا الجمال له تأثير خلاب فوجب أن يكون وفقا لنظام إنساني عادل لا عشوائية حيوانية جائرة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))