الأحد، فبراير 02، 2014

القاتل غدراً



لولم يكن من طبعك الطعن من الخلف غدرا لما حرم الله عليك الجنة أيها الحزن!

تأتي متواريا كعادتك خلف قريب يصيبه النزق فجأة فيبرز ناب حاد في فمه يقطر كراهية ولسان ناري يتلمظ من طرفه الحارق!

أو تهجم من وراء صديق كاد أن يحظى بأثمار من شجرة القلب لا يقطفها غير صديق استحق أن يكون لصديقه فخرا تشع به الروح كلما أبهج طيفه الخاطر أو أبهر شخصه الناظر ، لولم يغادر مجال الأنس مخلفا سكينك الدامية في قلب الحب الخالص ، لا لشيء سوى فشله في سماع نبض معناه في فؤاد صديقه!

لكن لا يوجد أقسى من تواريك خلف طفل يحاول يوميا ..يرتدي القبعة..ينتعل الحذاء والنظارة البلاستيكية ... يحاول أن يحاكي أباه ليحيا لكن أشخاصا محسوبين على الرشد يبذرونك في روعه فتأخذ في النمو فكرة عن كون الحياة مشاجرات وصراخ وعنف ودموع وآهات .. فكيف يتحاشاك أب يرى طفلا يعنون كتابه وتسود صفحاته بلطخات رعب وألم؟! ليكبر سفرا بلا أبجدية يُرمى عصياً على الفهم في ممراتك المطلية بالمرارة ورقة ورقة!

دع الأطفال أيها الحزن قبل استيفائهم للمصل المخصص لشراستك ، الذي لن يستوفوه إلا بعد أن نحيا أمامهم كما لو كانت الحياة دغدغة والوجود شوكولا! حيث يكبرون على مصنع ذاتي للشوكولا ومعين لا ينضب للفرح والثقة في أعماق قلوبهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))