جلد الذات

التطور العلمي خبر سار لكل إنسان ، لكني لست مع جلد الذات مع كل تطور يتحقق في الغرب ؛ فهناك - مثلا - أمراض عديدة تم اكتشاف أدويتها الفعالة وأمصالها المناسبة منذ سنين طويلة ؛ لكن العالم الثالث - ونحن في القلب منه - لا زال يموت بها حيث لا خدمات صحية في بيئة فساد وليدة عن (أم المفاسد) الفساد السياسي الذي تتحمل المجتمعات تبعة الرضوخ له ، إذ أمريكا والغرب حريصون جدا على استمراره من خلال الفساد السياسي والاقتصادي والحقوقي في المجتمع الدولي الذي تحكمه حسابات المصالح التجارية ، إذ تصبح الاكتشافات المختلفة مجرد سلعة تخضع للسوق المفرغة من أي قيم إنسانية ؛ فرغم كل التقدم الذي أحرزته البشرية إلا أن الاختلالات في حياة البشر عميقة والتناقضات رهيبة والبشرية بحاجة لرسالة إنسانية تضمن على الأقل رفاهية نسبية لكل البشر .. حتى شعار (الموت لأمريكا) هو أيضا منتج أمريكي إذ تحافظ الاستراتيجية الأمريكية على وجود إيران قوية بعد أن ساعدت على وجودها بهذا الشكل منذ زمن طويل (حقيقة حزب الله ، د.عبدالمنعم رمضان ، مجلة البيان اللندنية) وحيث حزب الله مصل غربي تناولته شعوب المنطقة ليعمل في هذه اللحظة من التاريخ على وقايتهم من (سوريا ديمقراطية)! وحيث لا نبيل خوري ولا جيرالد فيرلستاين رأى أن "الحوثية" المسلحة بشعاراتها المعادية للعم سام تمثل تهديدا ؛ ما دامت أفضل مضاد حيوي لاحتمال أي تغيير سيصيب المنطقة ب(يمن ديمقراطي)!