الأحد، فبراير 02، 2014

حقائق من الزمن الوامض!




حقيقة الحزن في روحك
كسخط ريح أزلية
بخلجان أبد مهجور
والدهر عواء موتور
وأنت المجهول الجاهل
في ثلج العدم الشامل
في البعد اللاإحداثي
لماوراء البكاء

 حقيقة النزيف في قلبك
كدماء تراجيديا
بين دفتي كبرياء
سيرميها المغول
إلى مياه دجلة
إن لم يقرأها نبض
بلكنة الحب الدارجة
في مرابع الخلود .

 حقيقة عمرك الافتراضي
لحظات ترى فيها الله
كي تموت بلا رعب!

كي لا تحدق أبدا
في زاوية فارغة
من سقف حجرتك
تتلظى نار صمتها
كفوهة السعير


وقد فاتك بغتة
أن ترى ملامحهم!
حول سرير الموت


كي تطلب حتى لحظة!
كي تتدبر أمرك معهم!
لتنجو - كما تظن -
من هول ما حدث!


أو تنجو إن خذلوك
من معاينة شاخصة
ببقايا نورك الشاحب
لزاوية فارغة!
وفي صمتها القاسي
عذاب مليون سنة!

تصرخ بعينيك فقط:
"يا زاوية الموت الفظيعة
يا ألسنة الصمت الناري
تبتلعين كل الوجود
لتوقدي عذابي
وهم لا يشعرون !!"

لا أحد يسمع !!

حجرتك الدافئة
تلك التي أسميتها
"رحم أمك الثاني"
تربصت بك سنينا
لتفجأك في الغرغرة
بجهنم السوداء
مختزلة بلا شفقة
في ركن وحشي
من خشب وخرسان !!

أنت الذي حرصت جداً
أن لا تغمض عينيك
إلا على أحداقهم؛
فلطالما حدثت نفسك
أن أحباءك - ربما -
لن يعدموا معجزة
لوقف ذاك التلاشي !!

حقيقة عمرك يا صاح
لحظات ؛ ترى الله
كي تموت بلا رعب!

كي تموت وأنت تعني
ما تقول،إذ تقول
في وعد الرمق الأخير :
(سنلتقي!
سنلتقي!
سنلتقي يا أولاد! ..)


 حقيقة الحب في قلبه
مثل نور في جهاز عرض
إنه لم يكن يعلم قط
قبل أن ينزلك الله سورة
إلى غار قلبه المظلم
أن الحياة مختلفة تماما
عن شخوص مثل الأشباح
سجنها إدراكه المكتئب
على كربون حزنه المضمر
في شريط دائري الغموض
كالأساطير الإغريقية!

مصطلح (السحر) ياصاحبي
هو - فقط - إعلان هدنة
مفتوحة غير مشروطة
بين مدائن قلبك المحصن
بحقيقة ما أطلع الله
من جبروت قوة ناعمة
لجواهر روحه الطاهر
في ملامح وجهه البريء
ورايات حرفك المناضل
الناكص على أعقابه
بعد هول مقاربة جادة
لأسوار الألق الساحر!

مصطلح (السحر) ياصاحبي
فرصة غير عادية
لمراجعة شاملة ودقيقة
لاستراتيجية البوح الضوئي
من أجل فتح مظفر
جدير بكلمة الله
المنقوشة في كتاب قلبك
بمداد مفاتنه!


 عن أي حقيقة أتحدث؟!
...
عن تاريخك غير المدون
المتغلغل في مقلتيك
أم الخرائط المتناسلة
لفتوحاتك في نبض قلبي!
...
عن "شكسبيرك" في أبهتك
أم "أحلامك" في انهياراتي!
...
عن "دافنشي" في طرف عينك
أم "بيكاسو" في نزف دمي!
...
عن إصابتي بملامحك
أم مضاعفاتك في مرايا الروح!
...
عن أي حقيقة أتحدث؟!
وأنت عالم غير معرف
نثر إدراكي بقع ضوء
تتراقص متداخلة
بين نور وظلمات
على مسرح الزمن الوامض!
...
عن أي حقيقة أتحدث؟!
وأنت كائن افتراضي
خطف الزمان واختزله
لحظة من صمت ذاهل
بين صاعق جماله الفذ
وقنبلة الشغف العظيم!

 حقيقة الأمر في عينيك
.....
لا نسبية ألبرت آنشتاين
ولا توليدية نعوم تشومسكي
تصلحان لرواية شيء
....
كل ما في الأمر
أنني يومها يا صاحبي
حدث لي ما لا ينسى
عند ذلك المنعطف الناعس
المفضض بماء الفجر
لقد صرع روحي شعور بهيج
...
أفقت يومها على يقين
بأن هناك شيئا آخر
غير فبركة "داروين" اليائس
.....
رأيت ضوءا آخر النفق
وسمعت همهمة كون دافئ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام))